قال السفير الصحراوي في الجزائر عبد القادر طالب عمر، إن مجلس الأمن الدولي مطالب بتصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة. ودعا طالب عمر في تصريح للإذاعة الجزائرية، الجمعة، مجلس الأمن للعمل من أجل إنصاف الشعب الصحراوي وتمكينه من حقه في الحرية. وأكد السفير على ضرورة المراجعة الجدية والجوهرية لكل الأساليب المستعملة فيما سبق، بما يضمن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وقال طالب عمر، بأن تعيين مبعوث شخصي لا يفيد وحده بل لابد من معالجة جوهر القضية. وحمّل المتحدث مجلس الأمن والأممالمتحدة جزءاً مما آلت إليه الأوضاع في الصحراء الغربية، لأنهم فرطوا في حق الشعب الصحراوي. يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد، بعد غد الاثنين، جلسة خاصة لمناقشة قضية الصحراء الغربية. وتبقى الأنظار موجهة إلى مجلس الأمن وما سيخرج به من قرارات حول الملف مع ترقب الرفض القاطع لقرار ترامب بحكم عدة اعتبارات، منها أن المجلس هو المنظمة الدولية الراعية والمسيرة للعملية السياسية الجارية لحل النزاع بالمنطقة، بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. قرار ترامب الأحادي وأعلن ترامب، يوم 10 ديسمبر الجاري، عن التوصل إلى "اتفاق تاريخي" لاستئناف العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، مع "اعتراف" واشنطن "بسيادة" الرباط المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة. وتبع ذلك، إعلان ملك المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي. وشكل إعلان ترامب الأحادي تحولاً عن سياسة أمريكية قائمة منذ فترة طويلة تجاه الصحراء الغربية. وكانت الولاياتالمتحدة قد أيدت وقفاً لإطلاق النار في عام 1991 بين المغرب وجبهة البوليساريو. وسيكون على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سيتسلم مقاليد السلطة في 20 جانفي القادم اتخاذ قرار بشأن إعلان ترامب. وكان ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة قد أكد، إن موقف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش: "لم يتغير ولا يزال مقتنعاً بإمكانية التوصل إلى حل لمسألة الصحراء الغربية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي".