قال الدكتور لوط بوناطيرو الباحث في علوم الفلك و الجيوفيزياء بأن المد البحري الذي ضرب سواحل مستغانم و أودى بحياة 19 شخصا في الرابع من أوت الجاري، يعود إلى مدّ بحري تُجهل إلى هذه اللحظة أسبابه، مستثنيا في الوقت نفسه أن يكون المتسبب في هذا المد زلزال ضرب عرض البحر الأبيض المتوسط. وأكد بوناطيرو في اتصال بالشروق اليومي أن الباب يبقى مفتوحا - في هذه الحالة- أمام ما أسماه "التخمينات العلمية"، لكنه فتح قوسا ليقول "أنا أدعو إلى تحديث منظومة الرصد لدينا، لأننا إذا لم نتمكن من رصد موجة بثلاثة أمتار فأعتقد أن أمننا الوطني في خطر". ويضيف بوناطيرو "من غير الممكن تفسير ما حدث في ذلك اليوم بصفة قطعية، لأن المعطيات العلمية المتوفرة إلى هذه اللحظة متناقضة و ناقصة..". فالحديث عن علاقة زلزال يكون قد حدث في عرض المتوسط وربطه بما جرى في مستغانم يبقى أمرا مستحيلا، حيث يكشف بأن هناك هزتين- وليست زلازل- ضربتا عرض المتوسط فعلا في الثاني و الثالث من أوت لكنها لم تتزامنا مع الحدث، وقد حددهما مركز ستراسبورغ لرصد الزلازل، وقد كانتا بعيدتين زمانا و مكانا عن الجزائر، حيث تشير الإحداثيات أن الهزتان كانت باتجاه ليبيا و اليونان، وهو ما دفعه للتأكيد بأن المتسبب في المد البحري "أي شيء آخر إلا أن يكون زلزالا". وفي تخمينه العلمي يذهب بوناطيرو إلى إقحام إمكانية إجراء تجارب علمية في قاع البحر يبحث من خلالها العلماء كيفية تعامل البيئة البحرية مع مواد غير طبيعية..ثم يذهب مذهبا آخر بحديثه عن إمكانية إجراء تجارب بأسلحة تقليدية مستبعدا أن تكون نووية، جازما بأنه في مقدور هذه الأسلحة أن تحدث مدا بحريا. وفي هذا السياق قال الدكتور بوناطيرو بأن الدول الأوربية تجري تجارب في المتوسط بصفة دورية، وهي التجارب التي تكون لديها ارتدادات و انعكاسات على ضفتي البحر "..وهذا أمر يعنينا نحن بالدرجة الأولى، لذلك أظن بأنه من اللازم وضع نظام محكم للوصول إلى المعلومة بسرعة حول إمكانية حدوث انفجار على سواحلنا البعيدة..أما إذا أصبحنا عاجزين عن رصد موجة بثلاثة أمتار فهذا أمر يعني أمننا الوطني". أما عن الزلزال الذي ضرب مستغانم ليلة الخميس بقوة بلغت 5.2 على سلم ريختر حسب المركز الوطني للجيوفيزياء، فقد أوضح بوناطيرو بأن مركز ستراسبورغ قد سجل الزلزال بقوة 5.5، قائلا بأن هذا الزلزال يدخل في سلسلة نشاط زلزالي ستعيشه المناطق الزلزالية المعروفة على سطح الأرض، و سيستمر حسبه إلى بداية العام المقبل، حيث كانت أندونيسيا قد شهدت زلزالا بقوة7.4 الأربعاء الماضي ولحقه زلزال مستغانم. وعن إمكانية أن تتعرض الجزائر و الساحل الإفريقي المجابه للبحر الأبيض المتوسط إلى مد بحري "تسونامي"، قال بوناطيرو بأن الأمر ممكن، حيث ضرب مد بحري مدينة جيجل سنة 1856 وتحديدا في الثامن عشر من أوت، داعيا الى تزويد السواحل بأجهزة إنذار مبكر، مثلما هو الأمر في أندونيسيا. م/هدنه