"علينا انتظار المزيد من الزلازل والفيضانات" * كوكب الأرض يمر بنشاط فيزيائي متصاعد * هزة أمس امتداد لزلزال 2003 بزموري أوضح عالم الفلك والجيوفيزياء الجزائري، الدكتور لوط بوناطيرو، في حديث للشروق، الجمعة، أن كوكب الأرض يمرّ بنشاط فيزيائي متصاعد صنعه نشاطا القمر والشمس، وهو ما يعني مزيدا من الكوارث الطبيعية. ودعا بوناطيرو الرأي العام إلى انتظار فيضانات وزلازل أخرى مختلفة الشدّة، وشدّد في المقابل على ضرورة تحويل العاصمة إلى الهضاب العليا في أسرع وقت نظرا لوقوع مدينة الجزائر وما جاورها في منطقة زلزالية دائمة. - زلزال أمس كان قويا جدا جاوز خمس درجات، إلى ما ترجعون قوّته؟ هناك عاملان اثنان بإمكانهما وحدهما تفسير ما حدث أمس. فالدراسات العلمية تؤكّد بأن للقمر أربعة وجوه وهي مواعيد يجب أن نترقّب فيها زلزالا، تلك الوجوه هي الاقتران والربع الأول والبدر والربع الأخير، وفي هذه الوجوه تشتد جاذبية القمر ما ينعكس على الأرض في ظاهرة المدّ والجزر. والمد والجزر هو جذب القمر للسواحل البحرية وهي عملية تعني أيضا جذب اليابسة، وعندما تتحرك اليابسة يحدث زلزال. لقد كنا أمس في الربع الأخير من وجوه القمر (22 محرم)، وفيه جاذبية متميّزة وقوية للقمر، وهو أحد التفسيرات لشدّة الزلزال. أما العامل الثاني الذي يفسر ما حدث فهو النشاط الشمسي السنوي والدوري، نحن الآن في منتصف نشاط الشمس الدوري الذي يحدث كل 11 سنة، والذي كانت بدايته في 2003 وتذكرون أنه في هذه السنة كان زلزال 21 ماي المُدمّر. - نريد تبسيطا أكثر حتى نفهم هذا العامل؟ للشمس دورتان تنفث فيهما حرارتها تجاه الأرض وهو ما يعني ضغط أكثر على كوكبنا وعلى الكواكب الأخرى أيضا. والفلكيون يعرفون هذه الظاهرة ويرصدونها من خلال البقع السوداء التي يرونها بأجهزتهم في قرص الشمس، وتلك البقع تعني براكين شمسية تنفجر وترسل أشعتها الحارة جدا في الفضاء وإلى الكواكب، والآن بالإمكان رصد بقعة سوداء كبيرة في الشمس وهي ظاهرة للفلكيين، وهو ما يفسر زلزال الأمس. - هل لكم أن تفسروا لنا سبب تكرّر الزلزال في منطقة واحدة هي زموري بعد زلزال 21 ماي 2003 وزلازل أخرى صغيرة؟ الأمر يتعلّق بطاقة جديدة أعادت تكوين نفسها في المكان نفسه (زموري) بعد أن تخزّنت فيه. هناك شقّ في زموري تركه زلزال 21 ماي والزلازل التي تلته، وهذه الطاقة المتجدّدة التي تخزّنت في هذا الشقّ تأتي من جاذبية القمر ومن النشاط الشمسي اللذين تحدّثنا عنهما، فحرارتهما تتخزّن هناك، وبحدوث ضغط داخل الصخور الأرضية يجري احتكاك بينها، وكنتيجة لذلك الاحتكاك يكون الزلزال، بمعنى أن الأرض تتخلّص من تلك الطاقة التي خزّنتها، ولعلمكم لقد تخزّنت تلك الطاقة منذ 2003 ونحن اليوم في 2008، وهي مدة كافية لأن يحدث زلزال بالقوّة التي سُجلت أمس، وأظن أنها تفوق الشدة المعلن عنها رسميا. - ما هي توقعاتكم للأيام والشهور المقبلة؟ نحن الآن نمرّ بمرحلة انتعاش للنشاط الجيوفيزيائي الذي بدأ في الخامس جانفي الفارط، وهذا التاريخ هو بداية العدّ التصاعدي للنشاط الشمسي بعد أن كان نائما. وبنظرة إلى الوراء نلاحظ بأنّ زلزالي معسكر ووهران اللذين حدثا بعد الخامس جانفي الجاري كانا بقوّة 4.8 و5.4 لكل منهما على التوالي، وهما درجتان شديدتان تدلان فعلا على تصاعد النشاط الشمسي. الآن دخلت الشمس إلى جانب جاذبية القمر في التأثير على الكواكب ومنها الأرض، وعليه فإنّ المتوقّع هو زلازل أخرى وفيضانات، والأمر يتعلق بالجزائر كما يتعلّق بالعالم كله، فالصين تعيش حاليا موجة برد لم تعشها من قبل أبدا، وهذا أحد وجوه التقلّبات الحاصلة بفعل انتعاش النشاط الجيوفيزيائي. - كيف نتعامل مع هذه الزلازل بما أنّ قدرنا وضعنا على خط زلزالي؟ أنا أدعو السلطات إلى أن تُسرّع بإنجاز المدينةالجديدة في بوقزول وتجعل منها عاصمة للبلاد أو أن تفكّر في عاصمة جديدة غير مدينة الجزائر، وأودّ أن أوضح أنه من الأسباب التي دعت السلطات إلى إنجاز بوقزول أنها مدينة تقع خارج دائرة الخطّ الزلزالي، وهذا أمر مشجّع لتحويل العاصمة إلى هناك. سأله: م.هدنة