دخل التلاميذ في عطلتهم الشتوية، بعد اجتيازهم فصلا دراسيا استثنائيا وغير اعتيادي. ميّزه نظام الدراسة بالتفويج، والالتزام بالإجراءات الصحية للوقاية من فيروس كورونا، وتغيير البرنامج الدراسي كل مرة.. فكيف كان التحصيل الدراسي للتلاميذ خلال الفصل الأول لجائحة كورونا؟ أكد كثير من أولياء التلاميذ أنّ تحصيل أبنائهم الدراسي، خاصة في الطور الابتدائي، كان "ضعيفا نوعا ما"، والدليل حسبهم، هو الصعوبة التي كانوا يلاقونها في حل التمارين المنزلية، وكذا شكاوي التلاميذ من صعوبة فهم شرح الدروس بالقسم، وأيضا بسبب الغيابات المتكررة للتلاميذ والأساتذة على حد سواء، بسبب الإصابة بفيروس كورونا أو بأعراض نزلات البرد. كما تسبّب نظام الدراسة بالتفويج خاصة في الطور الابتدائي، في نسيان التلاميذ للدروس وعدم تأقلمهم في القسم.. وفي هذا الصدد، أكد لنا أستاذ للسنة الأولى ابتدائي بمدرسة خنافي سعيد بولاية سطيف، مليزي عبد الكريم، أن التحصيل الدراسي لتلاميذ الابتدائي في ظلّ أوّل فصل دراسي بجائحة كورونا، انخفض إلى 50 بالمئة، مقارنة بتحصيلهم قبل ظهور الجائحة. وقال بأنّ الحجم الساعي لتلاميذ هذا الطور نقص إلى النصف، حيث بات التلاميذ يدرسون يومين أو ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، وهو ما أثر على تحصيلهم الدراسي، الذي انخفض بدوره إلى النصف، مقارنة بالمعتاد. وممّا واجهه تلاميذ الابتدائي، خلال الفصل الأول لجائحة كورونا، حسب محدثنا، أن كثيرا من التلاميذ كانوا ينسون الدروس، بسبب طول غيابهم عن القسم، "فمثلا، أحد الأفواج المدرسية التي أدرسها، يحضر ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، الأحد والاثنين والثلاثاء، ويرتاحون الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، ليحضروا الأحد مساء، فكيف يتذكرون ما درسوه في الأسبوع المنصرم؟؟" على حد قوله. ومع ذلك، اعتبر الأستاذ أن أهمّ إنجاز حققته السلطة في ظل جائحة كورونا، هو إبقاء المؤسسات التربوية مفتوحة، وضمان تمدرس شبه طبيعي للتلاميذ، عكس كثير من دول العالم التي أغلقت مدارسها. 20 تلميذا بدل 45 في القسم ساعد على الفهم وشرح الدروس وعلى النقيض، أكّد كثير من أولياء التلاميذ بالطورين المتوسط والثانوي، أن تحصيلهم الدراسي كان "طبيعيا وعاديا بل وأحسن مما قبل كورونا"، والسبب، بحسب إحدى الأمهات التي تحدثنا معها في الموضوع، أن ابنها الذي يدرس بالطور المتوسط، تحسّنت نقاطه في الفروض للفصل الأول، وبصفة ملحوظة، بعدما بات يجلس بمفرده في الطاولة، في قسم يضمّ أقل من 20 تلميذا فقط، التزاما بتدابير الوقاية من كورونا. وبسبب قلة التلاميذ في القسم، بات فهم شرح الدروس أحسن، وحتى الأساتذة أصبحوا أكثر ارتياحا في توصيل المعلومات، وهو الأمر الذي أكده لنا التلميذ معاذ، متمدرس بالسنة الثالثة متوسط ببلدية شراقة، الذي تحصل على نقاط في الفروض أحسن من السنة المنصرمة، وقال: "اليوم لا يوجد فوضى وتشويش بالقسم، حيث أصبحنا 20 تلميذا فقط بالقسم، بعدما كنا قرابة 45 في القسم، وهو ما ساعدني في فهم الدروس أفضل، وتحسنت نقاطي". نتوقع نتائج "تحت المتوسط" خلال اختبارات الفصل الأول ومن جهته، رجّح الأمين العام لمجلس الثانويات الجزائرية "كلا"، زوبير روينة ل "الشروق"، أن نتائج الاختبارات المتوقع الإعلان عنها بعد العطلة الشتوية "لن تكون في المستوى"، والسبب، هو الصعوبات التي واجهها التلاميذ والأساتذة، خلال هذه السنة الدراسية الاستثنائية. وحسب المتحدث، فالأساتذة خلال الفصل الأول، كانوا مطالبين بإنهاء حصة دراسية في مدة 45 دقيقة، يقدمون فيها كل شيء، "وهو حجم ساعي لا يساعد الأستاذ لتقديم كل ما لديه، كما أن انقطاع التلاميذ عن الدراسة لشهور، تسبب في صعوبة تأقلمهم وهو ما عطل تحصيلهم الدراسي". وأكد أن التلاميذ والأساتذة استرجعوا قليلا من راحتهم النفسية، نهاية شهر ديسمبر وبداية جانفي، مع تراجع حالات كورونا. وأردف بالقول: "تسجيل نتائج جيدة في الاختبارات، مرتبط بالعمل داخل القسم وبظروف التحصيل، وجدول التوقيت والحجم الساعي، "بعض الأساتذة يعملون صباحا ومساء في ظل جائحة كورونا".