انحسرت الثلوج، الأربعاء، في شمال شرق أوروبا لكن الصقيع والجليد يعرقلان حركة السير والنقل رغم ان القطارات السريعة عاودت نشاطها بين باريس ولندن وبروكسل. وفي فرنسا عاودت قطارات تاليس المنطلقة من باريس إلى بلجيكا وهولندا والمانيا ويوروستار المتجهة الى بريطانيا، عملها بعدما علق أمس بسب تساقط الثلوج بشكل استثنائي في هذه الفترة من السنة. وقالت الشركة الوطنية انه في أقسام أخرى من الشبكة "استأنفت القطارات عملها لتربط باريس بابرز العواصم الإقليمية" وضواحي العاصمة. وإذا كان تساقط الثلوج توقف تقريبا خلال الليل، الا ان الجليد جعل من حركة السير صعبة جدا على الطرقات في الثلث الشمالي للبلاد حيث أغلقت المدارس في عدة مناطق. وسيتم فتح الطرقات أمام مئات السيارات العالقة منذ 24 ساعة. وجهزت الحكومة مساء الثلاثاء حوالى 12400 رجل إطفاء وشرطة وكذلك وحدة من الجيش وألف عنصر من شركة الكهرباء. وكان هناك حوالي 69 ألف شخص محرومين من الكهرباء صباح الأربعاء. وفي ضواحي باريس حيث بلغت سماكة الثلج ما بين 10 و 20 سنتم، كانت قطارات المترو تعمل بشكل معتاد. في المقابل فان حركة الحافلات توقفت بسبب الجليد. ويبدو ان السكان التزموا بالدعوات إلى توخي الحذر وتجنبوا الخروج غير الضروري. وكانت مصلحة الأرصاد الجوية أصدرت للمرة الأولى تحذيرا يدعو الناس الى ملازمة بيوتهم بسبب الرياح العاتية والكتل الثلجية. وفي وسط باريس كانت سيارات قليلة تتنقل على الطرقات لكن ليس دراجات نارية. وفي المانيا فان تساقط الثلوج لم يعد يسجل الا في مناطق محدود جدا رغم ان الصقيع يثير أيضا مخاطر الجليد على الطرقات. وفي مطار فرانكفورت أعلن عن إلغاء مئات الرحلات لا سيما الهبوط من أصل 1270 رحلة كانت مرتقبة. وكل المدرجات فتحت ويتوقع ان يعود الوضع الى طبيعته تدريجيا. والثلاثاء الغيت 812 رحلة ما ارغم مئات الركاب على قضاء الليل في المطار. وفي بريطانيا، بدأت تتحرك الصفوف الطويلة للشاحنات الثقيلة قرب نفق المانش. لكن مصلحة الطرقات حذرت من ان شاحنات نقل البضائع الى فرنسا ستسجل بعض التأخير أيضا الأربعاء. وفي بلجيكا، بدأ الوضع يعود الى طبيعته تدريجيا. وتحسنت حركة القطارات والنقل المدني في بروكسل الى حد كبير صباح الأربعاء رغم ان بعض التأخر يسجل على بعض الخطوط. وفي بروكسل اضطر الكونسرفاتوار الوطني الى إلغاء حفلاته لان قاعته تضررت بسبب المياه الناجمة عن كميات كبرى من الثلوج. يشار إلى ان فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا كانت الأكثر تضررا من هذه الأحوال الجوية السيئة غير المعهودة مع اقتراب فصل الربيع.