عبد الناصر تأكد العالم منذ زمن بعيد بأن لأمريكا عشيقة وحيدة تتحول أحيانا إلى ربيبة وأخرى إلى إبنة وتصل في بعض الأحايين إلى درجة الأم وهي إسرائيل.. أما بقية الدول التي تبحث عن مكان "الضرة" على السرير الأمريكي فلن تنال غير مزيد من "سادية" أمريكا التي أصبحت تتلذذ فعلا في تعذيب الشعوب والإستهزاء بقياداتها إلى درجة الشنق. أمريكا الآن دولة من نوع خاص، فهي لا تستعمر الدول، بل تزرع على أراضيها الأوهام التي تتحول إلى حقائق، وتقدم بعد ذلك يدها لأجل اجتثاث هذه الفطريات، فالكل يعلم أن صدام حسين ما كان لينتفخ لولا "الريح" الأمريكية، والكل يعلم أن طالبان والقاعدة ما كانا ليصلا إلى الحكم في افغانستان لولا الأمريكان، الذين قضوا على الغول الأحمر وقرروا اختراع غول أخضر تحول إلى "قاعدة" تعيث خرابا في كل الدول العربية والإسلامية بما فيها الجزائر التي لم تلق أي مساعدة حقيقية من أمريكا التي أعلنت منذ ست سنوات حربها ضد ما يسمى بالإرهاب، وقالت أنها تساعد أي دولة تطالها القاعدة، ولكنها في زمن الجد تولي وجهها وقلبها وروحها وجيبها شطر المسجد الأقصى، حيث إسرائيل التي صبت في حسابها ثلاثين مليار دولار لأجل التسلح ومحاربة "الإرهاب الحقيقي" بمفهوم أمريكا التي لم تنل منها الجزائر في حربها مع الإرهاب، ولو مفرقعات ببعض الدولارات، وتكتفي دائما بالإشادة بصمود الجزائريين وخبرتهم في مكافحة الإرهاب من دون أن تمنحهم المساعدة التقنية الكافية كما تفعل مع إسرائيل بالخصوص، لأجل كبح المقاومة الإسلامية في فلسطين والتي مكنت إسرائيل من شل عمليات الإستشهاد بشكل يكاد يكون كليا... الشراكة مع أمريكا هي شراكة مع "وهم"، فالولاياتالمتحدة في زمن بوش مقتنعة بأن هاته الدول المترامية من المحيط إلى الخليج وحتى بقية الدول الإسلامية هي في الأصل عدوة وستبقى عدوة، والدليل على ذلك أنها بدأت تفكر في تغيير حكام العراق، وسحبت أيضا ثقتها من مشرف بالرغم مما قدمه إلى الولاياتالمتحدة، حيث سمح لها بقصف مواقع القاعدة في قلب باكستان. "اللاشيء" الذي قدمته أمريكا للجزائر وللدول العربية لأجل محاربة الإرهاب و "الثلاثين مليار دولار" التي منحتها لإسرائيل لمحاربة هاته الدول دليل على أن أمريكا ما كانت لتكون "سادية" بهذا الشكل "المرهب" لولا أننا "مازوشيين معها" بهذا الشكل "المرهب" أيضا!