أثبتت ما تسمى ب "القوى العظمى" - مرة أخرى - أنها تفعل ما تشاء ومتى تريد وبالطريقة التي تبتغيها، كما هو الشأن مع ملف مونديال قطر 2022. وأصدر مسؤولو الدوري الإنجليزي (البريمرليغ)، الأربعاء، بيانا أعلنوا فيه رفضهم تنظيم مونديال قطر 2022 شتاء، لأن ذلك "يؤثر سلبا على سيرورة البطولات المحلية الأوروبية"، وفقا لما أوردته تقارير صحفية بريطانية. يأتي هذا الرفض في الوقت الذي تطالب فيه شخصيات كروية مرموقة السلطات القطرية بتنظيم مونديال 2022 شتاء، بسبب الحر الشديد الذي يسود منطقة الخليج العربي صيفا، أبرزها الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأسطورة الكرة الألمانية فرانتز بيكنباور، في حين قال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في آخر تصريح له بهذا الشأن، إن مسألة برمجة المونديال المذكور صيفا أو شتاء قرار بيد البلد المنظم. و"يداعب" الفاعلون الرئيسيون في الحقل الكروي العالمي مسألة برمجة مونديال قطر 2022، مثلما راوغ الأرجنتيني دييغو مارداونا لاعبي منتخب إنجلترا في ربع نهائي مونديال 1986، داعب الكرة من منتصف الملعب ودوّخ لاعبي المنافس حتى هز شباك الحارس التعيس بيتر شيلتون! ولم يحصل تاريخيا، أن تدخل "الكبار" في جدل مماثل، بل حتى المكسيك - المصنّفة ضمن بلدان "العالم الثالث" - عندما نظمت مونديال 1986 كانت المباريات تبرمج عند منتصف النهار تحت درجة حرارة "جهمنية" ورطوبة خانقة، ومن يعيد مشاهدة مباريات هذه الدورة تلفزيا، سيلاحظ تكرّر صور هرولة اللاعبين بين الفينة والأخرى نحو خطوط التماس لإلتقاط أكياس صغيرة من الماء، وفرها المنظمون خصيصا لإطفاء "لهيب" العطش.