كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان عن الشروع في إعداد نصوص تنظيمية وتشريعية لتأطير نمط التعليم عن بعد والذي لجأت إليه الوزارة في ظل جائحة كورونا، فيما شدد ممثلو الطلبة على ضرورة رفع تدفق الانترنت ومعالجة النقائص التي اكتنفت نمط التعليم الهجين خلال السداسي الأول للسنة الجامعية الجارية والذي لم ينته بعد. وخلال إشرافه على الندوة الوطنية للجامعات، قال بن زيان بأن السداسي الأول سيشكل محطّة لتقييم التعليم عن بُعد الذي اعتمدته المؤسسات الجامعية، ولأول مرة بصفة عامة، وهو ما يعتبر -حسبه- فرصة من أجل تبنّي هذا النمط التعليمي بصفة دائمة ضمن منظومة التعليم العالي الوطنية. وأعلن في السياق عن شروع القطاع في إعداد العدة التشريعية والتنظيمية اللازمة لتأطير هذا النمط التعليمي، فضلا عن التحضير لتوفير العدّة المادية والتقنية التي يتطلّبها، مشيرا إلى أن دائرته الوزارة تعكف حاليا على إعداد دفتر شروط لاقتناء منصّة رقمية وطنية حديثة للتعليم عن بُعد، وهذا تزامنا مع إعطاء الأولوية في توزيع ميزانية التجهيز هذه السنة للمعدّات ذات الصّلة بتطوير النّمط التعليمي المذكور. ومن جهته، يرى بختة عبد اللطيف، رئيس المكتب التنفيذي الوطني للصوت الوطني للطلبة الجزائريين في تصريح للشروق بأن الحديث عن تقييم السداسي الأول سابق لأوانه، لأن أغلب الجامعات لم تنته من إجراء الامتحانات ومنها حتى من لم ينطلق فيها، مشيرا إلى أن التعليم عن بعد فرضته ظروف استثنائية خاصة، لكن الحقيقة أنه مجرد حشو للدروس فضلا عن كون 24 ساعة حضور لا تكفي الطالب للاستيعاب، وذكر المتحدث بتدفق الانترنت والذي لا يزال عائقا أمام هذا النمط التعليمي، خاصة أن هناك إقامات جامعية تنعدم فيها الكهرباء، فما بالك بالانترنت، وشدد ممثل الصوت الوطني للطلبة الجزائريين على أهمية المرافقة البيداغوجية للطالب . وإلى ذلك، أكد فاتح سريبلي، رئيس المنظمة الجزائرية الطلابية الحرة للشروق بأن تقييم السداسي الأول يخضع لعدة معايير، أولها التحصيل البيداغوجي، حيث أن كثيرا من التخصصات لم تدرس نهائيا لاسيما التقنية والعلمية منها والتي لم يتمكن الطلبة فيها من إجراء الحصص التطبيقية والتكيف مع نظام التعليم عن بعد، بالإضافة إلى أن الدروس كان فيها حشو بيداغوجي. وبالنسبة للرزنامة البيداغوجية المسطرة في بداية الموسم الجامعي، قال سريبلي بأنها لم تحترم في كثير من المؤسسات، والتي لم ينته بعضها من الامتحانات وأخرى لم تنطلق فيها بعد، واعتبر أن هذا التعليم تمكن نوعا ما من تدارك التأخر وانطلاق الدراسة، لكنه لم يصل بعد للمستوى المطلوب، وشدد المتحدث بأنه لا بد من توفير الآليات لنجاح هذا النمط، خاصة في الجزائر، والتي لا يمكن مقارنتها بالجامعات الأجنبية، وحتى لا يتكرر سيناريو "نظام أل أمدي" الذي تمت استعارته "كوبي كولي" من دون مراعاة خصوصية الجزائر. وأكد سريبلي على أنه لا يمكن الحديث عن تعليم عن بعد بوجود تدفق ضعيف للانترنت، خاصة بالنسبة للطلبة في مناطق الظل وحتى في المدن الكبرى التي تشهد خللا في الشبكة وضعفا في التدفق، مثمنا قرار الوزارة لاقتناء منصة تعليم متطورة.