عاش سكان ولاية تندوف ليلة العشرين من شهر رمضان الكريم، في جو ديني وقرآني، كان صنّاعه فرسان القرآن الكريم، وشيوخ وعلماء قدِموا من مختلف ولايات الوطن، ليشاركوا حفظة القرآن الكريم بتندوف حفلهم الديني الذي أشرفت عليه السلطات المحلية. ولعل ما شد الانتباه الحضور المتميز والنوعي الذي امتلأت به القاعة متعددة الرياضات بتندوف، والتي سهر المصممون على تزيينها وإلباسها رداء جميلا، يليق بمكانة القرآن وأهله. وعجت القاعة بعائلات حفظة القرآن الكريم وسط ديكور أخاذ من تصميم أبناء تندوف الغيورين على حسن استقبال الضيوف، وإعطائهم صورة حية عن الاهتمام بالدين الحنيف، ورعاية حفظة القرآن الكريم. ولعل الأجمل في الحفل البهيج تنظيم طومبولا للظفر بعمرة من بين مجموع من العمرات المخصصة للحاضرين. أطفال ذكورا وإناثا في عمر الزهور، جعلوا من القرآن ربيع قلوبهم، وجاءوا رفقة أوليائهم الذين سهروا على تعويدهم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. كان هذا المشهد من بين عشرات المشاهد التي صنعت توابل الحفل التكريمي لحفظة القرآن بتندوف. كما كانت كلمة والي تندوف من أبرز محطات التفاعل الجماهيري في القاعة، خاصة بعد أن عرّج في كلمته المطولة، على إخواننا في غزة الجريحة، وموقف الجزائر المشرف في دعم القضايا العادلة في العالم، ومساندة الشعوب المقهورة ومسلوبة الحقوق؛ على غرار الشعب الفلسطيني والصحراوي، على حد قوله. وعبّر بعض المشاركين في الحفل عن غبطتهم بما شاهدوه من حسن تنظيم، وتحكم في سير فقرات الحفل، الذي قال عنه أحد الأساتذة العلماء المشاركين بأنه سيخبر به عموم الشعب الجزائري عندما يعود إلى العاصمة عبر التلفزيون. وكان تفاعل الجمهور والمدعوين الذين غصت بهم القاعة، مدعاة فجّرت دموع الوالي لكثرة الحماس الذي ألهب القاعة بالزغاريد والتصفيقات، تعبيرا منهم عن نجاح الحفل وبلوغ أهدافه السامية، المتمثلة في إعلاء كتاب الله، والاعتزاز بأهله وحفاظه من البنين والبنات الذين توجوا بتاج الوقار في ليلة رمضانية تاريخية، أعادت، حسب البعض، المكانة التاريخية والدينية لحاضرة تندوف، التي كانت عامرة بالمشايخ والمخطوطات، وملتقى للفكر والعلم ببعدها العربي والإفريقي. يُذكر أن والي تندوف كرم أزيد من 150 طفل وطفلة من حفظة القرآن في جو عائلي وفكري وعلمي عال تقشعر له الأبدان. وأثنى ضيوف تندوف المشاركون في الحفل والذين تعاقبوا على منبر الخطابة، بكلمات شكر وامتنان، على حسن الضيافة، وطيب الكرم. وثمّنوا عاليا المكانة المرموقة التي توليها السلطات المحلية لولاية تندوف، للقرآن وأهل القرآن؛ من تمجيد، وحسن مرافقة، وهو ما شوهد من خلال حركة الأئمة وحرصهم على متابعة تلاميذهم ومرافقتهم عن كثب. من جهة أخرى، كان لفرقة المدائح الدينية القادمة من ولاية بشار، الحظ الأوفر في تنشيط الحفل بوصلات مديحية، تفاعل معها الحضور بالزغاريد والتصفيقات. وكشف الأساتذة المشاركون عن إمكانية دعوة حفظة القرآن الكريم بتندوف، للمشاركة في مسابقة تاج القرآن الكريم السنة المقبلة؛ تقديرا للفرص؛ لتطوير حفظ القرآن الكريم، والرغبة في تعلّمه. مدينة تندوف تحسّن مدخلها الرئيسَ عكفت السلطات المحلية ضمن البرامج المخصصة للتهيئة الحضرية والعمرانية، على الاهتمام، بشكل كبير، بالجوانب الجمالية للمدينة، حيث أطلقت سلسلة من العمليات لتهيئة المدخل الرئيس للمدينة، من بينها تسلّم محور الدوران في مدخل مدينة تندوف من جهة المطار. وقد تم اعتماد معايير جمالية في تصميم اللوحات التي أشرفت على إنجازها غرفة الصناعة التقليدية بالولاية. وتضم صورا لأبطال وشهداء الثورة التحريرية المجيدة. كما يلاحظ الاهتمام بالتشجير والغطاء الأخضر، الذي كاد أن يغيب عن المدينة. وكشف والي تندوف أن تهيئة المدينة من أولى الاهتمامات. و"سنعمل على استكمال كل العمليات الخاصة بتهيئة المدينة، وتزيين شوارعها، وغرس الأشجار عبر الطرقات". إقبال كبير على محلات بيع الملابس عجت المحلات التجارية بتندوف في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، بالمتسوقين، وجلهم من النساء؛ حيث بدت الحركة تدب بمحلات ملابس النساء "لملحفة"؛ من أجل اقتناء أبهى الملابس، وأجود أنواع الروائح المعروضة بمختلف الأشكال والماركات رغم أسعارها المرتفعة. وعرف "سوق سطوب" لعيون حركة دؤوبة للنساء والرجال والأطفال؛ بغية شراء ألبسة عيد الفطر المبارك. ومن جهة أخرى، بدأت الجمعيات الخيرية تتسابق مع الزمن لجمع ألبسة الفقراء والمحتاجين من المحلات التجارية والمحسنين. وقد شوهد توافد كبير للأسر المعوزة رفقة أعضاء من جمعية كافل اليتيم، على المحلات التجارية لاختيار الألبسة المناسبة، والتي ساهم في جمعها وشرائها أهل الخير والإحسان بالتنسيق مع جمعيات خيرية محلية، ساهمت، هي الأخرى، في رسم الفرحة والبسمة على وجوه الأطفال اليتامى والمعوزين عشية عيد الفطر المبارك.