شقّت طريقها في الإعلام من إذاعة سوق أهراس التي فتحت لها الأبواب نحو أشهر القنوات الإخبارية، على غرار يورور نيوز وفرانس 24 التي تعتبر حاليا من وجوهها الإعلامية البارزة. إنها الصحفية الجزائرية فايزة قارح، التي برزت مهاراتها في عدة لأقسام، منها تقديم النشرات الاقتصادية والإخبارية. وتأمل فايزة، من خلال حوارها مع "جواهر الشروق" أن تفتح الحدود لزيارة الجزائر التي منعها فيروس كورونا من زيارتها. كيف بدأت مسيرتك الإعلامية؟ مسيرتي الإعلامية بدأت في الجزائر، وفي الإذاعة الجزائرية، تحديدا في إذاعة سوق أهراس التي فتحت لي أبوابها وتعلمت فيها الكثير، رغم أن البداية لم تكن سهلة مطلقا، خاصة وأنني كنت آنذاك حديثة التخرج من معهد الإعلام والاتصال في قسنطينة، وكانت الإذاعة نقطة انطلاقة جيدة بالنسبة لي، لأنها تجعل الصحفي يمارس العمل الميداني، كما تصقل أداءه الصوتي وهي نقطة مهمة جدا بالنسبة لنا كصحفيين، خاصة ونحن نعتمد على الصوت لإيصال الخبر وقراءته. ما هي الظروف التي جعلتك تغادرين الجزائر إلى فرنسا؟ ظروف عائلية بحتة، كانت فترة صعبة لأنها كانت تتطلب مني قرارا صعبا وشجاعا في آن واحد وهو أن أترك بلدي وأتوجه إلى فرنسا للاستقرار فيها. الجزائر وطني، لكن فرنسا أيضا فتحت لي ذراعيها واحتضنتني، دون أن ننسى أن هناك تاريخا مشتركا بين البلدين، وأن تعيش في الجزائر أو فرنسا بالنسبة لي هو نفس الشيء. كيف كانت بداية تجربتك المهنية في فرنسا؟ فور وصولي إلى فرنسا أتممت دراسات الماستر بجامعة ليون قبل الالتحاق بإذاعة السلام هناك. كنت مذيعة للأخبار خلال فترات الذروة الصباحية. شغفي بالعمل الإعلامي يدفعني دائما إلى تطوير مهاراتي، ولذلك رغبت في الالتحاق بالتلفزيون كإضافة جديدة في مساري المهني وهو ما تم فعلا خلال عام 2012 من خلال التحاقي بقناة يورونيوز الأوروبية..عملت في يورونيوز لمدة خمس سنوات وكانت محطة مهمة جدا، لقد أثرت في مساري المهني لأنني عملت مع صحفيين من مختلف الدول الأوروبية باعتبار أن القناة كانت تبث آنذاك بثلاث عشرة لغة. كيف التحقت بقناة فرانس24؟ أردت مغادرة ليون والاستقرار في باريس، ولذلك قدمت طلب عمل في فرانس 24 . أجريت اختبارا ككل الصحافيين الراغبين في الالتحاق بالقناة، وفور نجاحي في الاختبار التحقت بالقناة كصحفية معدة للتقارير الإخبارية، قبل الالتحاق بقسم الاقتصاد، حيث قدّمت نشرات اقتصادية ومؤخرا صرت أقدم النشرات الإخبارية. منذ التحاقي بقناة فرانس24 أحرص على العمل في جميع الأقسام من إعداد للتقارير أو تقديم للنشرات الاقتصادية أو نشرات الأخبار. لأن الصحفي الناجح بالنسبة لي هو الصحفي متعدد المهارات (polyvalent ). كيف تتعاملين مع القضايا الجزائرية التي تحتاج إلى إبراز توجهات فرانس24؟ لا توجهات لفرانس24 إزاء القضايا الجزائرية، فريق التحرير ينقل الخبر كما هو سواء تعلق الأمر بالجزائر أو بأخبار دولة أخرى. يبقى أنه ولكل صحفي طريقته في إدارة النقاش، وهو ما قد يبدو للبعض أنه توجه وهذا قد لا يكون صحيحا في كثير من الأحيان. ما هي الأماكن التي أجريت بها تغطيات ميدانية ولازلت ماثلة في ذاكرتك؟ العراق، لقد تنقلنا إلى هناك لإعداد تقارير حول المظاهرات وإجراء حوار مع رئيس البلاد ورئيس البرلمان. فعلا العراق عظيم، بتنوعه، رغم آثار الحرب التي لازلت تخيم على شوارعه. عندما رأيت العراق..قلت في قرارة نفسي وبحرقة كبيرة: لا يستحق هذا البلد كل ما حل به ولذلك أتمنى اليوم كل الخير للعراق وأهله وعسى أن يكون القادم أجمل. ما هي أصعب المواقف التي واجهتك خلال عملك الصحفي؟ العمل الصحفي، ورغم أنه ممتع إلا أنه لا يخلو من المواقف الصعبة….لكن الصحفي الناجح هو من يحاول تخطي هذه المصاعب مهما كان نوعها….التحقت بهذا المجال وأنا أعلم أن هذه المهنة ليست سهلة….ومع مرور السنين أدركت أن تجاوز متاعبها ومصاعبها لا يكون إلا بذكاء من الصحفي. لماذا لا تفكرين في العودة إلى الجزائر حاليا؟ لأن الحدود مغلقة!…(تضحك ). الحقيقة هي أنني أزورها في كل مرة تسنح لي الظروف بذلك لأزور الأهل والأصدقاء. لكن العودة إلى الجزائر للاستقرار هناك…ربما يوما ما ولما لا…هي الأقدار ولا نعلم أين تحط بنا. كيف تمارسين جزائريتك في باريس؟ لا أقول إن الجزائري يمارس جزائريته، ولكنه يعيشها قلبا وقالبًا أينما حل وارتحل…في باريس أحاول اللقاء مع أصدقاء من الجالية الجزائرية في باريس، رغم إن لقاءاتنا قلّت مؤخرا بسبب فيروس كورونا. عند لقائي مع أصدقائي من الجزائريين، يتمحور حديثنا حول البحث عن إجابة لسؤال واحد وهو: متى تفتح الحدود؟ لكي نتمكن من العودة إلى الجزائر. لقد لمست إرهاقا لدى الكثير من الجزائريين ليس من الفيروس، بل لأنهم لم يتمكنوا من زيارة الجزائر وأهلهم هناك منذ أكثر من سنة. هي معاناة حقيقية لدى الجالية الجزائرية هنا لذلك أغتنم هذه الفرصة لأوجه نداءا لرئيس الجمهورية والسلطات العليا في البلاد، لكي يفتحوا لنا الحدود حتى نتمكن من زيارة الجزائر وأهلنا هناك، في ظل احترام كافة الإجراءات الوقائية المعمول بها في مختلف مطارات العالم قبل الدخول إلى أرض الوطن. كلمة أخيرة؟ أشكر "جواهر الشروق" على هذا الحوار، وأتمنى لكم الصحة والسلامة والعافية، ودعاؤنا إلى الله تعالى أن نتجاوز هذه الأزمة الصحية سريعا لنتمكن من زيارة الجزائر واللقاء هناك شكرا لكم.