انتهت مرحلة الذهاب الخاصة في بطولة القسم الأول في أجواء استثنائية، وهذا بسبب المسيرة المراطونية التي دامت 19 جولة كاملة، وهذا في سابقة تاريخية من نوعها في تاريخ البطولة الوطنية، ناهيك عن تأجيل الحسم في اللقب الشتوي بسبب كثرة المباريات المتأخرة، ما يتطلب وقتا إضافيا لتسوية الرزنامة، وهذا على خلفية مشاركة عديد الأندية في المنافسات القارية، في صورة وفاق سطيف وشباب بلوزداد ومولودية الجزائر وغيرها. تنتظر الرابطة الوطنية تحديات كبيرة لضبط متطلبات النصف الأول من البطولة، وهذا بسبب كثرة المباريات المتأخرة التي يتطلب تسويتها قبل الخوض في غمار مرحلة العودة، حيث كان للأندية المشاركة في المنافسات القارية حصة الأسد من هذه المباريات المتأخرة، على غرار شباب بلوزداد (6 مباريات) ومولودية الجزائر (5 مباريات) إضافة إلى وفاق سطيف وشبيبة القبائل ب 4 مباريات، لتأتي أندية أخرى بعدد أقل في صورة شبيبة الساورة واتحاد الجزائر وجمعية الشلف ونجم مقرة وشبيبة سكيكدة وأهلي البرج بمباراتين، مقابل مباراة واحدة متأخرة لجمعية عين مليلة وشباب قسنطينة ووداد تلمسان واتحاد بلعباس. الاحترازات تحرم الساورة من اللقب الشتوي وتألق لافت للوفاق والحمراوة وبعيدا عن ملف المباريات المتأخرة الذي يشكل هاجسا وتحديا كبيرا للرابطة الوطنية، فقد عرفت مرحلة الذهاب تألقا واضحا لعديد الأندية التي كشفت على صحة إمكاناتها وطموحاتها، وفي مقدمة ذلك وفاق سطيف الذي أبدع بعناصر أغلبها من الشبان، بقيادة المدرب التونسي نبيل الكوكي الذي عرف كيف يشكل مجموعة كشفت عن نواياها فوق ميدانها وخارج القواعد بالخصوص، حيث أن بعض التعثرات المسجلة في عاصمة الهضاب سرعان ما تم تداركها في عديد الخرجات الهامة والحاسمة، ولم يخف المتتبعون تفاؤلهم بمستقبل الوفاق إذا واصل المسيرة بنفس العزيمة، خصوصا وأنه تنتظره 4 مباريات متأخرة قابلة لصنع الفارق والانفراد بالريادة التي يحتلها حاليا برصيد 33 نقطة رفقة مولودية وهران التي كشفت هي الأخرى على صحة إمكاناتها بقيادة المدرب الجديد ماضوي، وهذا بصرف النظر عن بعض التعثرات المفاجئة التي منيت بها مؤخرا في عقر الديار، ما تسبب في تضييع نقاط ثمينة أمام صاحب المؤخرة أهلي البرج وجمعية عين مليلة قبل أن تصحح المسار بتعادل معنوي في مقرة لحساب جولة اختتام مرحلة الذهاب. وفي السياق ذاته، خطف نسور الساورة الأضواء هذا الموسم، بفضل النتائج الايجابية المحققة في ملعب بشار وفي عديد المباريات التي لعبها أبناء جاليت خارج الديار، إلا أن خصم 6 نقاط من الرصيد بسبب الاحترازات المقدمة بعد مباراة بارادو قد حرمتهم من إنهاء مرحلة الذهاب في الريادة ولو مؤقتا، ما يجعل زملاء يحي شريف يراهنون على التدارك مستقبلا تزامنا مع إصرار الإدارة على استعادة حقوق النادي بعد رفع الطعن إلى الجهات المعنية. "لاصام" والمدية و"الباك" ينافسون الكبار على نفس الطموح من جانب آخر، فقد صنعت بعض الأندية المفاجأة، وكشفت عن طموحات في مزاحمة أندية المقدمة، وفي مقدمة ذلك جمعية عين مليلة التي عرفت كيف ترفع التحدي رغم الأزمة المالية والتنظيمية التي عرفتها منذ بداية الموسم، حيث عرف المدرب يعيش كيف يستثمر في المجموعة التي كانت مزيجا بين أصحاب الخبرة والشبان، ما مكنه من احتلال المرتبة الرابعة ب 31 نقطة، شأنه في ذلك شأن أولمبي المدية المتواجد في المرتبة الثالثة برصيد 32 نقطة، متجاوزا كل العراقيل والمتاعب المالية التي حالت دون تسوية المستحقات المالية لهذا الموسم، وهذا بفضل العمل الكبير الذي يقوم به المدرب حجار، والكلام ينطبق على نادي بارادو الذي يواصل التميز بلاعبين شبان برهنوا مجددا على صحة إمكاناتهم وقدرتهم على تقديم عروض جميلة محل إشادة المتتبعين، ما جعلهم يتواجدون في المرتبة الرابعة، وهي مرتبة قابلة للإثراء مستقبلا. الشبيبة وبلوزداد والعميد في رحلة استعادة التوازن وفي وسط الترتيب نجد عدة أندية معروفة بتقاليدها لكنها لم تستعد توازنها بعد، بسبب أزمة النتائج أو ضغط المحيط أو ازدواجية الالتزام بين البطولة والمنافسات القارية، على غرار شباب بلوزداد الذي تنقصه 6 مباريات متأخرة، وكذا شبيبة القبائل المتواجدة في المرتبة السابعة، وكذا شباب قسنطينة العائد تدريجيا إلى الواجهة بعد البداية الصعبة التي عجلت برحيل عمراني، والكلام ينطبق على اتحاد الجزائر الذي يسعى هو الآخر إلى تحسين مكانته في البطولة رفقة مولودية الجزائر التي واجهت متاعب بالجملة ناهيك عن التزاماتها القارية، فيما تسعى جمعية الشلف إلى التموقع في وسط الترتيب مع المراهنة على تحسين المسار بغية الابتعاد عن كل أشكال الحسابات، شأنه في ذلك شأن وداد تلمسان ونصر حسين داي المتواجدان في المرتبة 14 برصيد 19 نقطة رفقة اتحاد بسكرة الذي أنهى مرحلة الذهاب بفوز معنوي مهم أمام شباب بلوزداد، ما شكل محفزا معنويا مهما لأبناء آيت جودي بغية توظف جميع الجهود للخروج من منطقة الخطر. سكيكدة والبرج يغرقان والخطر يلاحق مقرة وبلعباس وتعرف المراتب الخيرة تخبط عدة أندية تواجه أزمة نتائج، يتقدمهم صاحب المؤخرة أهلي البرج الذي لم يتذوق طعم الفوز منذ بداية الموسم، ما جعل رصيده يتجمد عند 5 نقاط، بشكل يعكس وضعه الصعب الذي يجعله أكبر المهددين بمغادرة القسم الأول رفقة شبيبة سكيكدة التي لم تتأقلم هي الأخرى مع متطلبات حظيرة الكبار بدليل تواجدها في المرتبة ما قبل الأخيرة ب8 نقاط، بدليل أن رحيل افتسان لم يغير شيئا، في ظل عجز خليفته بوعلي في إحداث الوثبة المعنوية اللازمة، كما أن الخطر يداهم عدة أندية أخرى تعاني في المؤخرة، في صورة نجم مقرة الذي اكتفى بالتعادل فوق ميدانه أمام مولودية وهران لحساب الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب، ما جعله يعاني في المرتبة 187 رفقة اتحاد بلعباس المنهزم في قسنطينة. الوفاق والساورة وسوسطارة الأفضل هجوما والبرج حطم الأرقام السلبية وبصرف النظر عن انتهاء مرحلة الذهاب بعدد معتبر من المباريات المتأخرة، إلا أن لغة الأرقام كشفت عن طموحات أندية وخيبات أخرى، حيث كانت شبيبة الساورة صاحبة أكبر عدد من الانتصارات (11 فوزا) ثم وفاق سطيف ب10 انتصارات، فيما ضرب هجوم وفاق سطيف وشبيبة الساورة واتحاد الجزائر بقوة، وذلك بحصيلة 27 هدف لكل فريق، يليهم هجوم مولودية وهران ب26 هدفا، فيما صنع دفاع وفاق سطيف التميز لحد الآن، بعدما تلقى 7 أهداف وكذا دفاع بلوزداد ب9 أهداف، فيما حطم أهلي البرج جميع الأرقام الشبيبة، وذلك باحتلاله المرتبة الأخيرة ب5 نقاط وهجوم اكتفى ب11 هدف ودفاع ضعيف تلقى 31 هدفا في 17 مباراة.