تحولت مونبولي الفرنسية من مدينة هادئة إلى محط الآلاف من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وبمختلف البلدان الأوربية، الذين يتطلعون إلى مشاهدة المنتخب الوطني عن قرب في مواجهة عمالقة الكرة العالمية.وشهدت المدينة حركة غير عادية في الأيام القليلة الماضية حسب الأصداء الواردة من هناك، والتي تشير الى ان عدد كبير من الجالية الجزائرية قد حل بها في الوقت الذي عززت فيه قوات الأمن الفرنسية من تواجدها تفاديا لأي طارئ. ورغم الطابع الودي للمباراة إلا أن طبيعة المنافس تقتضي من اللاعبين الجزائريين على الأقل الحفاظ على شرف المنتخب الذي بلغ الهوان في السنوات الأخيرة. وتبدو المسؤولية كبيرة على زملاء زياني في المحافظة على الإرث الذي تركه بلومي وماجر وعصاد حينما وقفوا الند للند أمام عمالقة الكرة مثل كاريكا، فالكاو وسقراتاس..وغيرهم. ويتواجد المنتخب الوطني منذ الأحد الماضي بمونبوليه حيث استعد للمباراة بإجراء حصتين تدريبيتن خفيفتين في ظل غياب كل من عراش وبوعزة بداعي الإصابة ودهام الذي ابعد من الفريق في آخر لحظة. ويكون زملاء صايفي قد اجروا أمس حصتهم التدريبية الأخيرة على ملعب "موسون" الذي ستجرى به المباراة، حيث كانت التمرينات شكلية أين ركز المدرب كفالي كثييرا على الجانب البسيكولوجي. وفيما يخص هذا الجانب تبدو الأمور في طريقها الصحيح رغم التخوف البادي على مجمل اللاعبين، نظرا لقوة الخصم وتفرده بمواهب فنية لاتوجد لدى المنتخبات الأخرى. وكانت مباراة الأرجنتين قد ذللت من العقدة التي كانت تواجه الجزائريين الذين لم يواجهوا فريقا قويا منذ سنة 1990 حينما لعب "الخضر" أمام المنتخب الايطالي. في الوقت نفسه تتناقض تصريحات المدرب كفالي حيث قال قبل اسبوع بان المباراة هامة وتحضيرية قبيل مواجهة غامبيا، قبل ان يعود ويؤكد بانها مباراة استعراضية لاغير. ويبدو ان كفالي المتفائل كثيرا يريد من خلال تصريحاته ان يظهر للراي العام بانه غير متخوف من مواجهة البرازيل، علما ان الخسارة المذلة امام نجوم السامبا يبعده من العارضة الفنية للمنتخب ويحيله على التقاعد. امام في حال الفوز فان الضغط سيكون اكبر على المنتخب قبل اسبوعين فقط من مواجهة المنتخب الغامبي في الجولة الاخيرة من تصفيات كاس افريقيا والتي يتوجب فيها على "الخضر" العودة من هناك بالنقاط الثلاث عسى ان يتاهل لنهائيات غانا 2008. وتعيد مباراة اليوم نوستالجيا الأيام الجميلة للكرة الجزائرية التي كانت دائما تقف في وجه اعتى الفرق القوية ليس من حيث النتيجة فحسب بل حتى مقارعة نجوم الكرة فنيا، مثلما فعلها بلومي وعصاد في مونديال مكسيكو 86. بالمقابل احتاط المدرب البرازيلي دونغا جيدا تفاديا لأي مفاجأة، حيث استدعى نفس العناصر المتوجة بكوبا أمريكا الأخيرة مع تدعيم المنتخب بالثنائي الأفضل في العالم رونالدينو وكاكا. ولا يجد المدرب البرازيلي حرجا في إبقاء النجوم على مقاعد الاحتياط بل والاستغناء عنهم إذا لم يكونوا في مستوى التطلعات، وهو تحد اخر من احد ابرز النجوم المتوج بكاس العالم 94. يوسف.ب حتى وان فزنا على البرازيل منتخبنا يحتاج إلى مدرب واتحادية بمستوى اللاعبين رغم كل النكسات التي حلت بكرة القدم الجزائرية الا ان الجزائريين يبدون اكثر تفاؤلا بمستقبل المنتخب، الذي بات قاب قوسين او ادنى من الغياب عن نهائيات كاس افريقيا للمرة الثانية على التوالي. ويربط الجزائريون تفاؤلهم بارمادة من اللاعبين الممتازين التي يتمتع بها المنتخب من امثال زياني، صايفي، بوقرة عبد المجيد، عنتر يحي والحاج عيسى.. والكثير ممن لم تمنح لهم الفرصة. في المقابل يصطدم هذا التفاؤل بخيبة كبيرة تواجههم حينما يشاهدون مدرب مغمور يقود المنتخب، واتحادية هاوية عجزت حتى عن معالجة قضية بسيطة لفريقين من الدرجة الثانية. منذ أزيد من عشرية لم يمتلك المنتخب الوطني هذا الكم من اللاعبين المميزين بالإضافة إلى أن هذه المجموعة بإمكانها المشاركة مع بعضها البعض لأزيد من أربع سنوات كاملة ما يشكل أفق رحب لمستقبل واعد، بيد أن الاعتماد على مدرب نكرة عجز عن فرض اسمه في بطولات متواضعة وتسيير الاتحادية وفق أهواء شخصية يجعل هذا الأفق يكتنفه الكثير من الضباب. ويتساءل البعض عن الدواعي التي دفعت الاتحادية إلى انتداب المدرب كفالي، والذي يستدعي اللاعبين وفق أهواء وكلاء اللاعبين ومجموعة السماسرة علما أن اغلب اللاعبين المدعوين للخضر يتخذون وكيل أعمال واحد هو نفسه الذي استقدم كفالي إلى الجزائر. وكان كفالي قد تسبب في فضيحة كبيرة حينما تورط في صفقة انتقال لاعب وفاق سطيف المالي سليمان كايتا، والتي قال عنها اول امس في مؤتمر صحفي بان رئيس ناد اجاكسيو هو صديق له وانه أسدى له خدمة فقط، دون أن يتحدث فيما إذا اخذ مقابل ذلك أم لا. الأمر الآخر هو طريقة برمجة المباريات في اتحادية "حداج" التي ضبطت مباريات مع منتخبين قويين مثل الارجنتين والبرازيل بعد ان عجزت عن لعب مباريات مع منتخبات افريقية مثل البنين وتنزانيا وهي فرق اشترطت اموالا مقابل اللعب امام المنتخب الجزائري. وقد يقول قائل بان الاتحادية الجزائرية تمكنت من اللعب لمنتخبات كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين، والأصح أن الجانب التجاري هو الذي طغى على برمجة المبارتين وليس الجانب الرياضي والفني ، علما ان المبارتين برمجتا من طرف شركة "سبورتس مناجمت" السويسرية، كما أن أطراف يقال انها جزائرية تلقت عمولة كبيرة من برمجة هاتين المبارتين و قضية البث الحصري لهما. وكان حداج قد اكد سابقا للشروق ذلك حينما قال بان المنتخب الوطني سيواجه فرق قوية وسيتقاضى عمولة مقابل ذلك، ويبقى التساؤل عن جدوى لعب هذه المباريات حتى ولو كان ذلك على حساب الجزائر، وبرمجتها بعيدا عن اعين الجزائريين الذين فضلوا القاء في هذا الوطن في عز الازمة وفي أحلك الأوقات التي عاشتها البلاد. عنتر يحي " المهم التحضير لغامبيا" اعتقد ان المهم بالنسبة للمنتخب الوطني هو التحضير جيدا لمواجهة غامبيا التي تهمنا اكثر من لقاء البرازيل، سنبذل قصارى جهودنا لتشريف الجزائر في مباراة الغد (اليوم الاربعاء)، فحتى اذا خسرنا فان ذلك لن يؤثر علينا". ياسين بزاز "لن نواجه البرازيل كل يوم" انا سعيد لان عودتي للمنتخب ستكون بمواجهة منتخبات قوية، اعتقد ان المباراة هامة لان لقاء البرازيل ليس متاحا لك كل يوم، كنت مستعد لالغاء كل المواعيد من اجل هذه المباراة". ناصر واضح "مستعد للعودة للمنتخب الوطني" قال اللاعب السابق للمنتخب الوطني ناصر واضح انه مستعد للعودة مجددا لحمل الالوان الوطنية، وانه سيلتقي المدرب كفالي عقب المباراة المرتقبة اليوم. وقال واضح (32 عاما) لاعب مونبولي انه فخور بجزائريته رغم انه نهل من ثقافة البلدين، باعتباره من مواليد فرنسا. واوضح اللاعب في حديث مطول لصحيفة "ميدي ليبر" الصادرة امس بمونبوليه انه سيناصر المنتخب الجزائري وانه يتمنى فوز المنتخب، كما عرج في حديثه عن مونديال 82 وما فعله بلومي وزملاءه. وبشان تقمصه الألوان الجزائرية قال " كنت واقعيا لم يكن بإمكاني تقمص ألوان المنتخب الفرنسي فاخترت الجزائر، فرنساوالجزائر بالنسبة لي هم مثل الأب والأم"، حيث أبدى أسفه لمغادرة المنتخب اثناء نهائيات كاس افريقيا بتونس. وتابع قائلا " لا توجد العقلية الاحرتافية في الجزائر، لقد غادرت المنتخب بسبب الاختلاف في وجهة النظر فاللاعبون المحليون لايمكنهم بناء منتخب وطني". الإمارات تطلب مواجهة "الخضر" تقدمت الاتحادية الاماراتية بطلب لنظيرتها الجزائرية قصد برمجة مباراة ودية بين الطرفين في شهر اكتوبر او نوفمبر المقبل بحسب رزنامة البلدين. ولم ترد الاتحادية الجزائرية على الطلب حيث تنتظر ما ستسفر عنه تصفيات كاس إفريقيا، حيث وعدت الاتحادية بلعب اربع مباريات قوية في حال تمكن المنتخب من التاهل لكاس افريقا بغانا مطلع العام المقبل.