كشفت مديرية الصحة بسيدي بلعباس في بيان لها أمس أنّه تمّ التعرّف أخيرا على نوع الفيروس الذي كان سببا وراء الوباء الغريب الذي حلّ بالولاية أكثر من 3 أسابيع، حيث توصّلت التحاليل المخبرية للعيّنات بمخبر "باستور" بالعاصمة إلى أنّ الفيروس يعرف ب"أ، أر،أن" يصيب الإنسان عن طريق الجرذان وانتشار القمامة والأوساخ، مضيفة إلى أنّ هذا النوع من الإصابة الفيروسية سجّل ظهوره لأوّل مرّة بالجزائر بعدما ظهر "في السنوات الأخيرة على شكل أوبئة بكلّ من أمريكا الشمالية، آسيا وحديثا بأوروبا". بعد أكثر من 3 أسابيع من الهلع والخوف اثر تسجيل إصابات يومية بالوباء الغريب الذي ظهر فجأة بسيدي بلعباس، أفرجت المخابر العلمية عن نوع الفيروس المسبّب للوباء، حيث تبيّن أنّ الأعراض التي ظهرت على أكثر من 80 مصابا كحصيلة تقريبية والمتمثّلة في إنتفاخات على مستوى الوجه، اليدين، الرجلين والبطن وتقرّح في اللوزتين إضافة إلى التهاب حادّ في الكلى، يحتمل أنّ له علاقة كبيرة بفيروس "أ،أر،أن"، في انتظار أن تؤكّد ذلك تحاليل المخبر الفرنسي الذي أرسلت إليه مؤخّرا عيّنات من دم المصابين لتحديد الطبيعة النهائية للفيروس بشكل قاطع ومدى تأثيراته على جسم المصاب، ما معناه أنّ النتائج الأخيرة التي توصل إليها معهد باستور تبقى مجرّد احتمالات بنسب عالية ولا يمكن الجزم بها. وفيما أشارت مديرية الصحّة بسيدي بلعباس إلى احتمال عدم خطورة الفيروس الوبائي، لا تزال تظهر إصابات جديدة به، إذ تمّ تسجيل إصابة 23 شخصا جديدا في ال 24 ساعة الأخيرة بنفس الأعراض حسب مصادر "الشروق اليومي" فيما تتكتّم الجهات الرسمية على ذلك، ووفقا للفرضيات الأخيرة التي ظهرت قبل الفصل النهائي في طبيعة الفيروس، تبيّن أن سبب الإصابة به راجع إلى القمامة والجرذان بعد تنقّّل هيئة رسمية لمعاينة المحيط الذي يعيش به المصابون، وكإجراء وقائي من توسّع الإصابة بالوباء في باقي الأماكن المرشحّة لذلك من المقرّر أن تباشر حملات تطهيرية لعدد من المواقع السوداء بغرض إزالة أكوام القمامة وإبادة الجرذان والحشرات، وهي العملية التي رأى فيها البعض محاولة من طرف السلطات المحلية للعب في الوقت الضائع بعد الإخفاق الكبير الذي رافق الكشف عن الإصابات بالوباء والتأخر في تحديد طبيعته. ف. ش.صالح/ م. مراد