يعيش سكان تيزي وزو هذه الأيام على وقع الاضطرابات والغليان الذي يشهده قطاع النقل، إثر التغيرات وسلسلة الإجراءات المتخذة المعلن عنها بين ليلة وضحاها، وكانت فيها مصلحة وراحة المسافر أخر اعتبارات مسؤولي القطاع. عرف الاحد قطاع النقل وعبر الخطوط الداخلية للجهة الشمالية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، شللا تاما عقب الإضراب الذي شنه عشرات الناقلين العاملين على خطوط ذراع بن خدة، ماكودة، تيرميتين، بوجيمع تادمايت وغيرها، لينظموا بعدها اعتصاما أمام مقر مديرية النقل، مرفقا بتوقف أكثر من 1000ناقل خاص عامل بالوسط الحضري في كل من تامدة وذراع بن خدة وكذا تيزي وزو. الحركة الاحتجاجية العارمة جاءت تنديدا بالإجراء الذي وصفه الناقلون بالمجحف في حقهم، حيث أصدرت مديرية القطاع مساء الخميس المنصرم، تعليمة بخصوص إخلاء المحطة البرية القديمة صبيحة الجمعة وتحويل الخطوط المذكورة إلى المدخل الغربي لمدينة تيزي وزو، لمكان لا تنطبق عليه مواصفات محطة وسيطة لانعدام أدنى الشروط الضرورية للناقل والمسافر معا، ناهيك عن غياب الأمن. ومن جهة أخرى، صرح متحدث باسم قرابة 50 تاجرا ناشطا بالمحطة القديمة "للشروق" أن المديرية قطعت مصدر رزقهم بشكل مفاجئ، مستنكرا عدم إخطارهم المسبق بالأمر دون الأخذ بعين الاعتبار مصير مستغلي هذه المنشأة، مشيرا لتقاذف المسؤوليات بين القطاعات المعنية. وبخصوص الناقلين العاملين بالوسط الحضري والمتجاوز عددهم 1000ناقل ينشطون بكل من ذراع بن خدة، تيزي وزو وتامدة، توقفوا أمس عن العمل، مصرحين أن مديرية النقل بخصوص قرار غلق المحطة البرية القديمة وقعت بشكل رسمي مرسوم إحالتهم على تقاعد إجباري، فبعد القرار الذي يطالبهم بتغيير مركباتهم تفاجؤوا بتجفيف مصدر عملهم بشكل نهائي. وعن حالة المواطن المغلوب على أمره في مثل هذه المواقف التي يكون فيها الضحية الأكبر، فقد وجد مستعملو الخطوط المعنية أنفسهم مشتتين بين المحطة الجديدة ببوهينون والمحطة الموجودة بمدخل تيزي وزو، ومختلف المواقف التي حوّلت إليها مركبات النقل مع إجبارية التنقل لمدينة تيزي وزو على متن حافلات النقل الحضري، لتستنزف الجيوب مرة أخرى ويهدر الوقت مقابل خدمات تعذيب مجاني، وأمام الوضع الذي ينذر بانفجار الوضع، يناشد السكان والناقلون والي تيزي وزو ووزارة القطاع التدخل للقضاء على ما أسموه بالفوضى المقننة.