ارتفاع عدد القتلى والمصابون المعافون عادوا إلى المستشفى لايزال التفجير الانتحاري الذي نفذه بلزرق الهواري المكنى "أبو المقداد الوهراني" الذراع الأيمن ل (ع.م) أمير كتيبة الموت التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، في محاولة لاستهداف الرئيس بوتفليقة شخصيا وسياسيا خلال زيارته الرئاسية لباتنة يوم 6 سبتمبر الجاري، يسجل المزيد من الضحايا، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 25 قتيلا في آخر حصيلة بينهم مراهقان وعجوز (90 سنة) انشطرت إلى نصفين والعلم الجزائري في يدها، وجمع من المصلين الذين لقوا حتفهم على قارعة مسجد العتيق بعد آدائهم صلاة العصر. وبغض النظر عن "الموت المباشر" نتيجة الانفجار والنسف وتطاير الشظايا التي تحدث أثناء تغلغلها في الجسم نزيفا داخليا يفضي للوفاة، فمن أصل 25 قتيلا تم تسجيل عدة وفيات محيرة وغريبة طرحت عدة تساؤلات وغذّت إشاعات باحتمال أن تكون الشظايا المحشوة داخل حزام الانتحاري مسمومة، وهو ما تداوله الشارع الباتني بشدة هذه الأيام وطرح بشأنه عدة تساؤلات بقيت دون إجابة، وكانت هذه التساؤلات المطروحة على رجال الإعلام والأمن لم تنطلق من فراغ، بل من معاينات ميدانية عقب ملاحظة أن عديد الجرحى الذين تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفى الجامعي بباتنة توفوا بعد أيام بعد تدهور خطير وانهيار صحي مفاجىء وغير متوقع فاجأ الأهالي والأقارب وحتى بعض الأطباء الذين لم يفهموا ما يحدث تحديدا. تقول عدة مصادر لتوضيح حالات "الموت المفاجىء" أن الأمر يتعلق بثلاث حالات معلومة على الأقل، وتؤكد مصادر أمنية أن اثنين على الأقل هما (ب.ل) بطال متزوج وله 8 أبناء و(ب.ه) قاطن بآريس أصيبا بجروح جراء التفجير الانتحاري، تم نقلهما إلى مستشفى باتنة الجامعي، وقد غادره الإمام (هارون. ب) ليلة الحادثة، حسب قائمة الداخلين والخارجين للمستشفى الجامعي، فيما غادره، (ب.ل) اياما بعد ذلك، والإثنان تنقلا إلى محافظة الشرطة للإدلاء بشهادتيهما عقب تحسن حالتيهما الصحية. وتؤكد عدة مصادر أمنية "أنهما كانا يتمتعان بصحة مقبولة ولم تظهر عليهما آثار تعب واضح". وتضيف أخرى "كانا يضحكان ويدردشان في صورة طبيعية ولا أحد كان يرشحهما للموت"، لكنهما توفيا بعد تدهور مفاجىء ومتسارع سابقت فيه الموت الحياة، فلقي الأول حتفه منذ أيام ولحق به الإمام منذ يومين (الضحية رقم 25) حتى أن عدة مصادر أوضحت "أن ابن الإمام تفاجأ لوفاة والده ولم يكد يصدق الأمر بعدما لاحظ تحسن أحواله منذ فترة طويلة"، بالإضافة إلى وفاة شخص (ب.ع) 37 سنة الذي غادر المستشفى الجامعي بعد تلقيه العلاج، لكن وبعد فترة استقرار وجيزة تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجىء على مستوى ساقه، ما حتم إجراء عملية جراحية لبتر أجزاء أصيبت بتعفن ليلقى حتفه. وفيما أشارت مصادر عليمة إلى أن جريحين آخرين دخلا المستشفى بعد التفجير ثم خرجا منه ليعودا إليه بعد فترة تحسن وبعدما عاودهما انهيار صحي، لكنهما تلقيا علاجا آخر وخرجا من المستشفى دون تطورات تنذر بالوفاة. هذا، وقد لفتت هذه الحالات مصالح الأمن التي قررت متابعة الموضوع حول هذه الوفيات المتسارعة ودراسة احتمال أن تكون الشظايا والمواد الحديدية وقطع الفولاذ والمسامير المحشوة داخل حزام الانتحاري مطلية بمواد كيمائية سامة أو بكتيرية، وحتى إن استبعدت مصادر أن يكون الأمر متعلقا بمواد جرثومية، لأن "الإرهاب البيولوجي" لم يصل بعد الجزائر، مع الإشارة إلى أن الحزام الناسف تقنيته عالية جدا ويرجح أنه تم جلبه من الخارج (العراق- باكستان- أفغانستان). وفي انتظار ما ستسفر عنه "التحريات" لايزال الشارع الباتني يتداول قصة "الشظايا المسمومة" التي أراد بها المفجر الانتحاري بلزرق الهواري ألا يترك فرصة حياة للرئيس بوتفليقة وإطارات الدولة بالتفجير أو بعد التفجير، مثلما يعلق عدة شبان. طاهر حليسي المقال في صفحة الجريدة pdf