استهدفت تفجيرات جديدة في باكستان منطقة تضم المقر العسكري للرئيس برويز مشرف ،في تصعيد أمني خطير يتزامن مع الجدل السياسي الدائر في هذا البلد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. ووقع هجومان متزامنان تقريبا أمس الثلاثاء في مدينة" روالبندي "، المجاورة للعاصمة إسلام أباد . الأول استهدف حافلة كانت تقل موظفين من وزارة الدفاع ، مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة عشر شخصا وإصابة آخرين بجروح. وكشف مسؤول عسكري إن انفجار الحافلة وقع على بعد كيلومتر من مقر قيادة الجيش، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جويد إقبال شيما أعرب عن اعتقاده أنها كانت تقل موظفين للجنة الطاقة الذرية الباكستانية.. ونفذ الاعتداء الثاني على بعد ثلاثة كيلومترات من الأول ويرجح أن منفذه انتحاري كان على دراجة نارية وفجر قنبلته في احد أسواق المدينة ، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص .. ولم يستبعد مسؤول رفيع في أجهزة الاستخبارات لوكالات الأنباء العالمية تورط القاعدة .. وتدخل هجمات الأمس ضمن سلسلة الهجمات والتفجيرات التي تشهدها باكستان منذ جويلية المنصرم ، وبالتحديد منذ العاشر والحادي عشر عندما شن الجيش حصارا دام عشرة أيام على المسجد الأحمر في إسلام آباد . وتستهدف معظم الهجمات التي تنسب عادة إلى " متطرفين اسلاميين " العسكريين وعناصر الشرطة في المناطق القبلية الشمالية الغربية الحدودية مع أفغانستان. وكانت قوات الأمن الباكستانية قد قتلت نحو مائة من المقاتلين الذي كانوا قد تحصنوا في المسجد الأحمر ، وهو ما دفع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ، أيمن الظواهري يتوعد نظام الرئيس برويز مشرف انتقاما للمسلحين القتلى . وكان الجيش الباكستاني قد اعترف بأنه فقد في خلال ستة أسابيع ستين جنديا وقتل أكثر من 250 "عدوا " في المعارك التي خاضوها في المناطق القبلية مع المقاتلين الباكستانيين وكذلك المقاتلين الذين ينتمون إلى حركة طالبان الأفغانية وأيضا عناصر القاعدة وبعض القبائل التي تدعمهم .. و تتهم القيادة الأفغانية نظيرتها الباكستانية بغض النظر عن نشاط طالبان والقاعدة في المناطق الجبلية الباكستانية المجاورة للحدود مع أفغانستان ، ولكن الرئيسان حامد قرضاي وبرويز مشرف ورفقة زعماء عشائر وعلماء من كلا البلدين عقدا في المدة الأخيرة "مجلس السلام" في العاصمة كابول خصص لبحث سبل القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة في البلدين .. ومن جهتها الإدارة الأمريكية التي تتحالف وتدعم نظام الرئيس مشرف وكذلك النظام الأفغاني تقول أن القاعدة وحلفائها من حركة طالبان التي أزيحت من الحكم عام 2001 أعادوا تنظيم قواهم في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان ، وقد ألمح بعض المسؤولين في واشنطن إلى وجود تساهل من طرف نظام مشرف في التعامل مع أولائك المقاتلين .. وقد أعلن كبار المسؤولين الاميركيين وفي طليعتهم الرئيس جورج بوش مرارا أنهم لا يستبعدون توجيه ضربات جوية محددة الأهداف إلى منطقة القبائل الباكستانية ،وهو ما أثار استياء كبير في إسلام آباد ... وبالإضافة إلى التحديات الأمنية التي يواجهها نظام الرئيس الباكستاني ، تحديات سياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري وبداية العام القادم ،حيث يسعى إلى الترشح مرة أخرى إلى المنصب الذي ينافسه فيه شخصان بارزان ، رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو ،ورئيس الوزراء السابق نواز شريف والاثنان قررا العودة من أجل الترشح . ومن أجل تحقيق هدفه يقوم مشرف بالتفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة مع بوتو لتشكيل ثنائي بات يحظى برضا واشنطن .. ل//ل