منهم من رحل في صمت و لم يعد يذكرهم احد كبشير بلونيس،منهم من خلدتهم أعمالهم رغم نهايتهم المأساوية كباية بن يحيا،منهم من أنصفهم التاريخ كمحمد راسم و منهم من ردت لهم "موسوعة طوابع الجزائر البريدية"اعتبارهم أول أمس لتتسابق الأمثال الشعبية في وصف المبادرة و يتصدر المنافسة بطلي المثل الشهير"عاش مشتاق تمرة،مات علقولوا عرجون"فأيهما استحق الفوز بالا وراسي؟ . أعلن أول أمس وزير البريد و تكنولوجيات الاتصال بوجمعة هيشورعن صدور أول موسوعة طوابع بريدية ترصد جميع إسهامات الفنانين التشكيليين منذ الاستقلال في ستة أجزاء بما فيها _حسبه_ الطوابع التي دخلت الجزائر إبان الفترة الاستعمارية ابتداء من سنة 1924 ووصولا إلى أول طابع بريدي جزائري سنة1970 . ثمن الوزير جهود الفنانين و اجتهاداتهم لتخليد فترات تاريخية شكلت نقاط تحول في الجزائر و اعتبر المناسبة التفاتة مستحقة لمن تركوا إبداعاتهم سفيرة للجزائر فنا،ثقافة و هوية منذ الفترة النوميدية.و اشرف إلى جانب وزير المجاهدين الشريف عباس من فندق الاوراسي على تكريم الأحياء منهم و عائلات من غادروا هذا العالم تاركين بصماتهم في سجل طوابع الجزائر البريدية التي أصبحت اليوم مرجعا بعد الانطولوجيا للأجيال المتعاقبة،فقد توافدت شخصيات ثقافية و فنية على المكان لمشاركة الفن التشكيلي فرحته الاستثنائية و هو من كان دائما في خانة "المنسيات"رغم روائع اعترف بها التاريخ لراسم و اسياخم و باية و غيرهم من الأوفياء لهذا العالم الإبداعي. كرم أول أمس على أنغام 23 فنانا هم محمد بوصلاح،بودين محمد،شاكر محمد جمال،شريفي محمد سعيد،كريم قمر الدين،عدان مصطفى،علي خوجة،عمور صليحة،عمور غنية،بن دباغ مصطفى،بن يحيا احمد،بلبحار سهيلة،كربوش علي،كربوش بوعلام،نعيم محمد،محي الدين باية،مصباحي عابد،ولحاصي محمد،ولد سليمان سليمة،محمد راسم،سمسوم إسماعيل،محمد تمام وبشير يلس. اعتبر بعض الحضور من الوسط التشكيلي المناسبة شذوذا عن قاعدة التهميش الذي يعاني منه الفنان التشكيلي في الجزائر مقارنة بالفنون الأخرى مستشهدين بمعاناة ابرز الفاعلين في صمت دون أي التفاتة من القائمين على القطاع،و لعل ما حدث مع بشير بلونيس أو بن يحيا باية يمكن الاستدلال به على سبيل الذكر لا الحصرو حمد هؤلاء الله لان موسوعة الطوابع البريدية أعادت الاعتبار للأحياء من المبدعين و أعادت الذاكرة للأموات منهم و هي مبادرة أكد على هامشها الوزير على أنها تحصيل حاصل لإرادة رئيس الجمهورية بعد أن وصلته الانطولوجيا بالألوان ليتأكد مرة أخرى أن عالم الثقافة لن يتحرك كما يجب إلا إذا توفرت الإرادة السياسية. آسيا شلابي