انتشرت في الآونة الأخيرة أنواعٌ من السجائر التي لجأ إليها أصحاب شركات التبغ بتخفيض مستويات "القطران" و"النيكوتين" في منتجاتها في محاولة لاسترضاء القائمين على مكافحة ظاهرة التبغ في مختلف بلدان العالم وهي سجائر تحوي نكهات لفواكه وحلوى وأصبحت الجزائر منذ السنوات الأخيرة تستورد هذا السجائر من الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة سجائر "موند" التي أضحت وجهة المدخنين خاصة في شهر رمضان وهي في رأيهم حل لتفادي الإدمان على روائح وخطورة السجائر العادية في سهرات رمضان داخل بيوتهم. قال صاحب محل بحسين داي إن سجائر "موند" ذات نكهة الفواكه تلقى إقبالا حتى من طرف أطفال لم يتجاوزا ال15سنة، زاد الطلب عليها خلال رمضان حيث يبرر ذلك بتفادي سموم السجائر العادية بعد الإفطار. وفي رأي السيد عبد القادر الذي تجاوز ال50سنة، فإن لجوءه للسجائر المنكّهة هو شعوره بألم حاد في أمعائه بعد تدخينه للسجائر العادية بعد الإفطار، كما أن زوجته تدخل معه في شجار بمجرد أن يقلقها دخان السجائر. وعن إحساسه عند تدخين السجائر المنكهة، قال انه يشعر بفقدان شيء تعوّد تذوُّقه من قبل. ومن جهته، حذر البروفسور جمال الدين نيبوش المختص في أمراض القلب، أستاذ بكلية الطب بالجزائر من السجائر المنكهة بذوق الفواكه، والحلوى حيث في الوقت الذي تحذر هيئة الأغذية والدواء الأمريكية "آف. دي. أي" يلقي لها الجزائريون اهتماماً على أنها تقلل من التدخين وأن نسبة "النيكوتين" فيها أقل من السجائر العادية، إلا أنه وحسب البروفسور نيبوش، فإن النكهات الموضوعة فيها أكثر خطراً من القطران والنيكوتين خاصة بعد احتراقها عند اشتعال السيجارة. وأشار أن السجائر المنكهة تحوي مواد اصطناعية وطبيعية وتحول هذه المواد والروائح والنكهات إلى غازات سامة ومسرطنة بعد احتراقها وتعتبر خطرا إضافيا على صحة المدخن وصحة من حوله. وأشار المختص في أمراض القلب، إلى أن 80 بالمائة من الأطفال المدخنين اكتسبوا عادة التدخين من آبائهم، موضحا أن لجوء الجزائريين للسجائر ذات النكهات بحجة السماح بتدخينها على مائدة الإفطار أو خلال السهرة يفتح مجالا واسعا لأولادهم وبعض أفراد الأسرة الرغبة في التدخين.