لم تعلن المصالح المختصة بولاية الأغواط حتى الآن عن ظهور مرض الجذري أو عن أية إجراءات وقائية بشأن هذا الداء الذي استفحل في أوساط الماشية بعديد المناطق , كما أنها لم تقم بالإجراءات الاستعجالية الفاعلة لمحاصرة الداء والحد من انتشاره , في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مهتمة ظهور الداء بالعديد من بلديات الولاية على غرار الناصر بن شهرة جنوب الولاية وقلتة سيدي سعد شمالها وبلديات أخرى . كما الحال بولايات مجاورة على غرار البيض حسب مصادر إعلامية. ورغم قيام مصالح مديرية الفلاحة بالتنسيق مع البياطرة الخواص بعملية التلقيح الموسمية التي تمتد كالعادة من مارس إلى ماي . إلا أن شيئا من النتائج المتوخاة لم يتحقق , وهي عملية استثني منها الأطباء التابعين للقطاع العمومي , وأوكلت لبياطرة خواص تعاقدوا مع المديرية الوصية بمقابل مالي معتبر يحسب بعدد الرؤوس الملقحة. التي وصل تعدادها هذه السنة جدود مليون و 400 ألف رأس حسبما هو مصرح به, وهو رقم يفترض أن يشمل العدد الإجمالي لرؤوس الماشية بالولاية وهو ما عدّ مبالغ فيه كثيرا , ومعه رجّحت فرضية تضخيم الأرقام بشكل فاضح من قبل البياطرة الخواص المكلفين بالعملية , بهدف الحصول على فائدة أكبر . الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات عن أسباب هذا التضليل البائن , وعن مدى فاعلية اللقاح المستعمل إذا كانت المواشي التي أصيبت مؤخرا بالداء قد لقحت فعلا. وقد ظهر المرض بالموازاة أيضا في ولايات أخرى مدّدت حملة التلقيح إلى أوت ثم حتى إلى أكتوبر . وغير بعيد عن هذا وبالموازاة مع ذلك يتجدّد الحديث عن عدم فاعلية اللقاح المستعمل للماعز ضد الحمى المالطية , فهو لقاح منتهي الصلاحية , وقد يعود بالضرر على الماشية أكثر من نفعه لها. ومع ذلك فالمصالح البيطرية لم تتدخل بالشكل المطلوب في هذا الشأن. ومن جهة أخرى يشتكي مربو الماعز من منع المصالح البيطرية لعملية التشخيص ضد الحمى المالطية في هذه الفترة التي تتم فيها عملية التلقيح مباشرة, وهو ما يبقى بعضهم في وضعية مبهمة فترة طويلة, لا علم لهم بسلامة قطعانهم من المرض من عدمها, الأمر الذي يضطر كثيرهم إلى غلي الحليب كاحتياط من انتقال المرض , في وقت يفضل فيه آخرون التخلص من الحليب وعدم استهلاكه مطلقا , لجهلهم بتقنية الغلي التي تقضي على الداء نهائيا.وربما لعدم تصديقهم بالأمر من أساسه وتخوفهم من عواقب تناولهم الحليب وخطورة المرض. في حين مازال العديد من المستهلكين لا يعبأون بشيء من قبيل ما تم الحديث عنه, ويستهلكون الحليب دون اكتراث وهو ما ضاعف من حالات الإصابة بالحمى المالطية أين سجلت المصالح الصحية ما يزيد عن 800 إصابة خلال السداسي الأول من العام الجاري. وهو ما يكشف من جهة أخرى عن عدم سيطرة المصالح الرقابية بولاية الاغواط عن الوضع إذا ما تعلق الأمر بالباعة الفوضويين الذين يروّجون مادة الحليب غير المعالج في الأسواق والساحات العمومية والشوارع دون أدنى شروط وقائية . ويوحي الأمر كله إلى غياب الصرامة الرقابية وعدم فاعليتها إن وجدت , على الرغم من تعليمات والي الولاية القاضية بمنع التجارة الفوضوية على الأرصفة والساحات العمومية أو تلك التي تستغل فيها الأرصفة من قبل باعة نظاميين.تتعرض فيها السلع لعدة عوامل طبيعية قد تؤثر عليها وتجعلها غير صالحة. الشريف داودي