الماشية بولاية إيليزي، من تفشي داء الجذري بشكل غير مسبوق في أوساط قطعان مواشيهم، ما خلق لهم موجة قلق كبيرة، وموازاة مع ذلك لا زالوا حتى الآن يتجرعون مرارة تبعات الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات ويواجهون مصير قطعانهم لوحدهم في ظل شح المراعي وغلاء المواد العلفية، حيث أصبح الحال لا يطاق ونفذ صبرهم في ظل ما هو حاصل. في حديثنا مع بعض المربين بالمنطقة، بدى جليا الاستياء والتذمر والسخط الكبير، حيث ذكر " ب. ص" أن المرض فتك بأربعة وثلاثين رأسا من ماشيته، فيما ذكر آخر أنه تكبد خسارة 12 رأسا هو الآخر في الفترة الأخيرة بسبب الجذري دائما. ومعلوم أن المصالح البيطرية المختصة تقود سنويا في الفترة الربيعية حملة تلقيح واسعة لقطعان الماشية من هذا الداء بالذات، وكانت قد استهدفت منذ انطلاقها في شهر أفريل المنصرم إلى يومنا هذا أكثر من 1857 رأس من الغنم، إلا أن معاودة ظهور الداء كشف بما لا يدع أي مجال للشك عدم فعالية الحملة، خاصة بالمناطق النائية التابعة لبلديتي إيليزي وجانت، ما يطرح عدة تساؤلات تتمحور حول أهمية وفعالية اللقاح وما إذا تم وفق ما هو مطلوب بطبيعة الحال، وغيرها من الأسئلة التي تفرض نفسها، سيما وأن الداء يهدد قطعانا أخرى ببلدية هي الأوسع بتراب الولاية وتتوزع عليها أكبر ثروة حيوانية بالولاية قوامها 20 ألف رأس يملكها 425 مربي. ويرجع بعض المهتمين بالأمر أسباب ظهور الداء إلى عدة عواملو منها أن بعض المربين ولدواعي عدة، لا يسمحون بتلقيح كل ماشيتهم، ما يمهد المكان والزمان وكل الظروف لمعاودة ظهور المرض مجددا، ومنهم أيضا من يرى أن المرض انتقل بطريق العدوى بعد اختلاط قطعانهم بمواشي قادمة من ولايات أخرى يعتقد أنها مصابة بالداء، كما يشتكي مربو الماشية بولاية إيليزي من انعدام الأدوية البيطرية، ما يتطلب من المسؤولين بالولاية التدخل الرسمي والعاجل لوضع حد لزحف هذا الداء المعدي والفتاك، باتخاذ الإجراءات والتدابير التي يتطلبها الأمر، أو من خلال إعلان حملات تلقيح استثنائية من شأنها مواجهة المرض الذي بات يهدد أكثر من 24 ألف رأس من الماشية بالمنطقة.