وصل اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران في زيارة هي الأولى لرئيس روسي، أو سوفيتي، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكان آخر من زار طهران من القادة الروس هو الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف عام 1975. وتحظى زيارة الرئيس الروسي بأهمية بالغة، ليس لكونها الأولى من نوعها فحسب، بل لتوقيتها أيضا، وما تمثله برأي كثيرين من محاولة بوتين التمايز عن الموقف الغربي حيال قضية البرنامج النووي الإيراني. حيث من المقرر أن يتباحث بوتين مع نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد على هامش قمة بحر قزوين التي يشارك فيها في طهران مع رؤساء كل من أذربيجان وكازاخستان وتركمنستان. وسيوفر هذا اللقاء بوتين بنجاد فرصة ليبدو الرئيس الإيراني غير معزول تماما في ظل ضغط أمريكي وأوروبي، وستكون هناك فرصة للرئيس الروسي أيضا لبحث قضايا ثنائية تتعلق بصفقات أعمال وأسلحة، في وقت تتزايد فيه احتمالات تشديد العقوبات على إيران. لكن هناك عدة تساؤلات كثيرة حول ما يمكن أن يوفره الرئيس الروسي لطهران في وجه الضغوط الدولية، أو ما يمكن أن ينجزه في سياق الجهود الدولية لوقف النشاط النووي الإيراني. تمايز عن أمريكا وأوروبا يسعى بوتين لجعل دبلوماسية بلاده تتمايز عن أمريكا وأوروبا، وقد بدا ذلك واضحا من تصريحاته بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هذا الأسبوع في موسكو. فقد قال بوتين : "ليس لدينا معلومات حقيقية لندّعي أن إيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية، ما يجعلنا نعتقد أنها ليس لديها خطط لذلك. لكننا نوافق على أن البرنامج الإيراني يجب أن يتسم بالشفافية". وبدا ساركوزي، الذي يسعى لتعزيز دور فرنسا أوروبيا وعبر الأطلسي، وكأنه في مهمة متقدمة للمطالب الأمريكية/الأوروبية من روسيا، تذكر بما كان يقوم به رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. خلاف روسي فرنسي حول إيران وبعد يومين من زيارة ساركوزي لموسكو كانت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس للكرملين، في جولة محادثات فاشلة بشأن الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا الشرقية. ولا شك أن إيران كانت ضمن محادثات الأمريكيين مع القادة الروس، فصواريخهم على حدود روسياالغربية يصعب فصلها بتامين الحدود الجنوبية لروسيا مع ايران. وترددت أنباء بان الروس عرضوا على الأمريكيين السماح لهم باستخدام قاعدة رادارات في القوقاز لمراقبة إيران كبديل لنشر الدرع الصاروخي، مما أزعج الإيرانيين. في المقابل باعت روسياإيران أسلحة حديثة العام الجاري، منها صفقة صواريخ ارض جو بقيمة 700 مليون دولار، تقول إيران أنها ستستخدمها لحماية منشاتها النووية، ما أزعج الغرب. دور الوسيط وتشير اغلب التحليلات إلى أن القيادة الروسية لا ترغب في شقاق مع الغرب، وهي عضو في مجموعة الدول الست، أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي تتولى الملف النووي الإيراني. لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تقطع حبالها مع إيران، حتى لو كانت حبالا مطاطية تتغير معها درجة التقارب حسب الظروف، فقد أيدت روسيا جولتين من العقوبات على إيران، لكنها عارضت مزيدا من العقوبات. وقبل اجتماع الأسبوع المقبل للدول الأوروبية قد تفرض فيه عقوبات على إيران، دون انتظار لاجتماعات مجلس الأمن، وجهت روسيا رسالة لحلفائها الغربيين. الرئيس الإيراني يجد مخرجا من العزلة بلقاء بوتين الرئيس الإيراني نجاد تعهد كذلك بان بوتين في طهران "سيواصل نهج التعامل الحالي مع القيادة الإيرانية، الذي يعكس الموقف الجماعي للدول الست ومجلس الأمن الدولي". وتملك روسيا أوراقا تؤهلها للعب دور الوساطة هذا مع إيران، منها محطة بوشهر النووية التي تبنيها روسيا. وكانت موسكو أخرت العمل في المشروع، متذرعة بأسباب فنية أو مالية أحيانا، لكنها تستطيع أن تربط بناء أول محطة طاقة نووية لإيران بوقف التخصيب. ووقف تخصيب اليورانيوم هو المطلب الأساسي أمريكيا وأوروبيا، إذ يعتقد الغرب أن إيران تخفي برنامجا نوويا عسكريا. وتؤكد طهران أن برنامجها سلمي، وأنها تخصب اليورانيوم لتشغيل مفاعلات لتوليد الطاقة كي تتمكن من تصدير المزيد من النفط والغاز. يشار هنا إلى أن فرنسا قدمت لإسرائيل أول مفاعل نووي في الستينيات، ويعتقد على نطاق واسع أن ذلك المفاعل الصغير كان نواة ترسانة أسلحة نووية لدى الدول العبرية لا تعترف بها ولا تنفيها. وبانتظار الشهر المقبل، حين تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤول السياسة الخارجية الأوروبي خافيير سولانا تقريرا لمجلس الأمن حول تعاون إيران مع المفتشين الدوليين، لمعرفة مدى نجاح دور الوسيط الروسي. روسيا تبيع إيران محركات طائرات ميج 29 قالت صحيفة روسية اليوم الثلاثاء إنه من المتوقع أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صفقة يبيع بموجبها 50 محركا جديدا لطائرات ميج 29 للقوات الجوية الإيرانية خلال زيارته لعاصمة الجمهورية الإسلامية.وذكرت صحيفة كومرسانت الاقتصادية الروسية نقلا عن مصادر لم تكشف عنها أن الصفقة وقيمتها المبدئية 150 مليون دولار مقابل 50 محركا طراز ار.دي 33 لطائرات ازرخش الإيرانية المقاتلة يمكن أن توقع خلال حضور بوتين قمة لدول بحر قزوين منعقدة في العاصمة الإيرانيةطهران. وقالت الصحيفة أن مصنع تشرنيشيف للمحركات في موسكو سيقدم هذه المحركات من خط إنتاج محركات طائرات ميج 29 .وطبقا لتقديرات الحكومة من المتوقع أن تجني روسيا عضو مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى والعضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 7.5 مليار دولار من مبيعات السلاح هذا العام وهو مبلغ قياسي مقارنة بما بلغ 6.4 مليار عام 2006 . والطائرة الإيرانية ازرخش هي النسخة الإيرانية من طائرات أف 5 أي الأمريكية في السبعينات التي كانت تباع بلا قيود لإيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979 ،وقطع كل العلاقات مع واشنطن ووقف صفقات السلاح مع الشركات الأمريكية. وقالت إيران في أوت الماضي أن طائراتها المقاتلة (الصاعقة) الجيل الجديد من طائرات ازرخش (البرق) تنتج على المستوى الصناعي، وأنها تصنع على غرار الطائرة الأمريكية المصدر: الشروق أون لاين. الوكالات