في هذا الحوار الذي خص به الشروق اليومي بمجرد نزوله من مطار الجزائر الدولي، يتحدث المنشد الجزائري المشارك بمسابقة منشد الشارقة 2 ناصر ميروح، عما حدث له في السهرة الاخيرة من البرنامج، والتي أفضت إلى احتلاله المركز الخامس في المسابقة بعدما كان ولثلاثة اسابيع من المنافسة في صدارة المشاركين .. _بداية، ماهو رأيك في برنامج منشد الشارقة كفكرة؟ __بسم الله الرحمان الرحيم، البرنامج فكرة رائعة وهادفة، فهي تفتح المجال لظهور أصوات جديدة لا يعرفها العالم العربي والاسلامي، أصوات تهدف إلى نشر الفن الاصيل وتقديمه للناس في ابهى حلله، كما هو مناسبة لمعرفة ثقافات الدول العربية بمزيد من الاطلاع عليها، وللتقارب بين هذه الدول. _العام الماضي كان صديقك عبد الرحمان بوحبيلة قد شارك في النسخة الاولى من البرنامج ماذا أضافت مشاركتك ؟. __ مشاركة عبد الرحمان أفادتني كثيرا، كما تعلم الطبعة الأولى هي الأصعب، بحكم أنها جديدة والمشاركون لم يتعودوا عليها بعد، بعكس الطبعات الآتية، وبالتالي تستطيع أن تقول أن مشاركة أخي عبد الرحمان قد أعطتني مزيدا من الخبرة والثقة في النفس، وبالمناسبة أحب أن أوجه له تحية وشكرا خاصين، لوقوفه إلى جانبنا نحن كل المنشدين، ولم يبخل علينا بنصائحه القيمة، هو والأستاذ وسيم فارس. _ فيما يخص اختيار الأناشيد في كل سهرات البرنامج، على اي أساس كنت تعتمد في ذلك؟ __ اخترت أناشيدي، بالتشاور طبعا مع عبد الرحمان ومساعدته، على اساس موضوع الأنشودة، والمقامة المستعملة فيها، فكل أناشيدي كما تابعتم كانت هادفة بداية من السهرة الأولى وأنشودة العفاسي، وأغنية الأم في السهرة الثانية لابو الجود، والثالثة التي اخترتها من التراث الجزائري، ثم الرابعة المناسبة ليوم العيد.. _ في السهرات الثلاث الأولى الكل شكرك على أدائك المتميز وتمكّنك من الأنشودة بصورة رائعة؟ __ هذا صحيح لأنني أعتقد أن الفن الهادف له رسالة يؤديها، ولكي يؤديها لابد ان يعتمد على الكلمة، التي تؤثر في النفوس، ومت دون ذلك ما هي إلا وسائل مساعدة فقط. _لكن ما الذي حدث في السهرة الأخيرة، يقولون أنك لم تكن في يومك؟ ما الذي جرى؟. __ لا أعتقد انه سبق لي وأن تحضّرت بصورة جيدة كما فعلت في اليوم الأخير، فقد حضّرت له جيدا لكن قدر الله وماشاء فعل، وإذا ماعدت لسؤالك السابق، فحتى في السهرة الأخيرة كان الاداء متميزا، كما كنت متمكنا من الأنشودة بصورة رائعة أكثر من ذي قبل.. _لكن أبو الجود قال لك في تقييمه بالحرف الواحد "وكأنك نزلت في المقام، مو هيك"؟ يعني ارتكبت خطأ؟. __ نزولي في المقام ليس خطأ، ما أديته في تلك السهرة كان طابعا أندلسيا مزجته ببعض الطبوع المشرقية المعروفة في الشام، فتغييري في المقام في أحد المقاطع ليس خطأ إطلاقا، بالعكس كانت إضافة فنية راقية، بشهادة مختصين شهدوا لي بذلك بعد الحفل، وأنا أوضحت لأبو الجود، بعد الحفل، مع عبد الرحمان، وهو اعترف بأنه "ظن أنني نزلت"، وهل تعتقد أن شخصا كان يحتل المرتبة الأولى في كل السهرات ثم في آخر الأمر يخطئ خطأ فنيا؟ غير معقول.. الأخطاء الفنية غير موجودة في قاموس ناصر. _هل أفهم من كلامك أنك قمت بأداء لم يفهموه؟ __لا أقول إنهم لم يفهموه كلهم، ربما احتمال لم يفهمه البعض، ومن يسمع تعليق أبو خاطر يعي ذلك، حيث قال إنني أديت أداء لا يفهمه إلا الموسيقيون، وأن المستمع لا يمكنه أن يتنبأ بما بعد الوصلة التي يسمعها، وهذا أعتقد أنه شهادة أخرى على أدائي. _أحدهم قال إن الجمهور لم يتفاعل معك، لماذا اخترت تلك الأنشودة؟ __أولا يجب أن أوضح شيئا، وهو أنني في مسابقةٍ لها لجنة تحكيم تقيّم الأداء، ولست في مهرجان مطلوب مني أن أشد انتباه جمهوري، لو كنت في هذه لركزت على الجمهور ولاخترت أنشودة أكثرا تفاعلية، لكن في نهاية الأمر، من سيعطيني النقاط إنما هو لجنة التحكيم وليس جمهور القاعة الذي أكن له كل المودة والحب، وهو إن شاء الله يبادلني ذلك. _بصراحة ناصر، ألست حاقدا على لجنة التحكيم؟ __أبدا، كلنا نصيب ونخطئ، بالعكس نشكر لهم العمل الذي قدموه، لأنهم تعبوا معنا طوال شهر، بل وطوال العام في انتقالهم إلى الدول العربية من أجل انتقاء الأصوات المشاركة في البرنامج، وإن كان هناك من اقتراح نبديه لهم، فهو توسيع لجنة التحكيم بإدراج موسيقيين ملتزمين حتى تسع كل الطبوع، خاصة طبوع المغرب العربي، ونحن عندنا أساتذة ملمين بالموسيقا المغاربية، يمكنهم أن يضيفوا أشياء كثيرة للبرنامج، ويتفادوا الأخطاء إن وجدت.. _أما أمكن لرسائل الأس.أم.أس أن تصنع لك الفارق؟ __وكيف يمكنها ذلك وسعر الرسالة الواحدة 100 دينار؟ مع أني هنا يجب أن أقول انني أخطرت الادارة بوجود ثلاث متعاملين في الهاتف النقال بالجزائر ومن المجحف الاعتماد على واحد فقط، بالاضافة إلى أن الخط الدولي قد ألغيت كل مشاركاته بمجرد التعاقد مع جازي، ما يعني أن كل الجالية الجزائرية والعربية في باقي العالم لم تتمكن من التصويت لي، ولا أعلم من المسؤول على هذا.. _بالمقابل ماذا قدم لك برنامج منشد الشارقة، بالرغم من أنك لم تتوج بأي شيء؟ __أنا توجت بأفضل جائزة، وهي محبة الجمهور لي سواء من الجزائريين أو العرب والخليجيين منهم خاصة، لا يمكنك ان تتصور كمّ المكالمات التي تهاطلت على هاتفي بعد إعلان النتائج من الدول العربية وأوربا وأمريكا وكندا من عائلات جزائرية وعربية، حتى أنتم عندكم في الشروق كما أخبرتني تهاطلت عليكم المكالمات الهاتفية، لذلك أنا أعتقد أن هذا هو التتويج الحقيقي، بالمقابل برنامج كهذا، وفي مدة شهر واحد، يمكن القول أننا اختصرنا 10 أو15 سنة من العمل، حتى يتمكن الانسان من إثبات وجوده في الساحة، والفضل يعود لله أولا ثم للقائمين على هذا البرنامج وعلى رأسهم حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي. _ هل تلقيت وعودا ما بالتكفل بك، أو تبنيك، أو شيء كهذا؟ __ لا لم أتلق أي وعد بهذا أو ذاك، إنما ما وُعدنا به جميعا هو تصوير فيديو كليب تتكفل به قناة الشارقة من حيث الإنتاج والتشهير له على القناة، أو بالترويج لأول شريط سمعي ينزل للأسواق في تلفزيون الشارقة. _ وماذا عن مشاريعك هنا في الجزائر؟ __ في الجزائر، كما سبق وأن نشرتم، سينزل للأسواق شريط لي مع فرقة الأنيس، بمشاركة المنشد الكبير أبو محمود الترمذي، على أن تكون هناك أفكار أخرى في المستقبل القريب إن شاء الله، نسال الله الثبات والقبول. هل تعتقد أن بمقدور الجزائر أن تنظم برنامجا كهذا؟ حريّ بنا أن نفعل بالنظر للإمكانيات التي نتوفر عليها، في الخليج ليس لديهم الفرق الإنشادية التي نملكها نحن، سواء من حيث الكم أو النوع، وبما أن الجزائر الآن تنظم مسابقة دولية في القرآن الكريم، فيجدر بنا أن نكمل في نشر الخير وندعم الفن الهادف الأصيل وليس الفن الهابط الذي لا رسالة له.. _كلمة أخيرة؟ __ الكلمة الأخيرة لابد أن تكون شكرا للشروق التي دعمتني خلال عمر كل البرنامج، أوجه لها الشكر الجزيل، دون أن أنسى كل من دعمني باتصال أو رسالة أس.أم أس أو دعاء، وأخص العائلات الجزائرية المقيمة هناك، التي لم تبخل علي يأي شيء على غرار عائلة نورالدين وعائلة علي وعائلة عبد المجيد، وكل العائلات العربية والإسلامية في مختلف أقطار المعمورة.. شكرا لكم جميعا. أجرى الحوار: هشام موفق ناصر ميروح في سطور: ناصر ميروح من مواليد قسنطينة سنة 1979، وهو خريج جامعة منتوري بذات الولاية متحصل على ليسانس في علم الاجتماع تخصص اتصال. بدأ مشواره في فن الإنشاد من المسجد، أين كان عضوا غير أساسي في فرقة هاوية بأحد مساجد قسنطينة. وبقي كذلك إلى أن وصل إلى مرحلة التعليم الثانوي، وفيها تمكن من الدخول في مرحلة الاحتراف أين انخرط مع فرقة الأنيس، التي كان من بين أعضائها المنشد عبد الرحمن بوحبيلة. ومن فرقة الأنيس، كانت الإنطلاقة الفعلية لمشواره الإنشادي، حيث شارك مع الفرقة في عدة مهرجانات ومناسبات وطنية أين تحصلوا على عدة جوائز :منها جائزة التميز (المرتبة الأولى) في مهرجان باتنة 2005وكذا المرتبة الأولى وطنيا بمهرجان سكيكدة 2006 رفقة فرقة أشواق من ولاية بشار، ولحد الآن مازال ينشط مع الفرقة كمنشد رئيسي. يقول إن حبه للإنشاد كان أكبر دافع له للمشاركة في مسابقة منشد الشارقة، بالإضافة إلى سعيه " تبليغ أسمى رسالة الفن الهادف والملتزم وفق الأصول العلمية والقواعد الصحيحة ". ويُذكر أنه شارك في تصفيات منشد الشارقة 1 العام الماضي، وقد وقع اختيار الحكم حينها على اثنين، هما: عبد الرحمن بوحبيلة و ناصر ميروح، لكن قوانين المسابقة لم تسمح باعتماد ممثلين عن الجزائر فوقع الاختيار على بوحبيلة ليمثل الجزائر.. هشام موفق