اتهمت "جبهة علماء الأزهر" الشيخ محمد سيد طنطاوي ب"تحريف الكلم عن مواضعه" في فتواه الأخيرة التي أقر فيها بجلد الصحفي الذي ينشر الإشاعة، وأكدت فساد الأدلة التي اعتمد عليها شيخ الأزهر في هذه الفتوى، واصفة إياها ب "المحرضة على الصحافة والصحفيين". وحسب البيان الذي أورده موقع الجبهة وتناقلته وسائل الإعلام، فإن الشيخ الطنطاوي قد ناقض نفسه في هذه الفتوى، مذكّرة بما أورده الطنطاوي في كتابه "التفسير الوسيط" الذي يدرس حاليًا على طلاب الصف الثاني الثانوي بالأزهر، بأن آية سورة النور الخاصة برمي المحصنات إنما المراد منها الرمي بالزنا، وليس شيئا آخر، في الوقت الذي نقل ذلك في كتابه "إجماع علماء المسلمين على ذلك"، وأضاف البيان: "فضيلة الإمام الأكبر يعلم علم اليقين أن استدلاله الفقهي والشرعي فاسد باستدلاله بالآيات القرآنية التي ساقها لمحاولة إدانة من أراد إدانتهم بها". وذهب بيان "جبهة علماء الأزهر بعيدا، حين قرر محرروه " إن شيخ الأزهر قام عمدًا بتحريف الكلم عن مواضعه، وهو ما يوقعه في المعصية التي جعل الله سبحانه وتعالى عقوبتها أشد عقوبة نزلت بأمة من الأمم قبلنا؛ وهي: استحقاق اللعن، قساوة القلوب بعد فسادها، ودوام العداوة والبغضاء في جموع الأمة الساكتة عليها". في نفس السياق، طالبت "علماء الأزهر"، الشيخ طنطاوي أن يسارع بمراجعة نفسه وإعلان توبته عما بدر منه، وأكدت أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، مناشدة، في الإطار ذاته، علماء الأزهر وشيوخه وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية أن يسارعوا بتحديد موقفهم رسميا من " صنيع" شيخ الأزهر وأن يأخذوا على يديه قبل أن يحل بالأمة،حسبها، غضب من الله ولعنه وعقابه ما لا قبل لأحد به". وطالب البيان، العلماء بعدم الاكتفاء بالصمت وخاطبهم قائلاً: "أنتم الأعلون لأن شيخ الأزهر بكم وبدونكم لا يكون وأنتم به وبغيره كائنون"، محذرا إياهم من أنهم سيسألون أمام الله عن الأزهر إن فرطوا فيه. الطنطاوي: "فهمتوني غلط" من جانبه قال الشيخ محمد سيد طنطاوي في لقاء مع قناة العربية بث في وقت سابق، إنه "قد فُهم غلط"، وأوضح أنه نقل حكما شرعيا عاما اتفق عليه كل علماء الأمة في قضية قذف المحصنات، نافيا أن يكون إطلاقه لهذه الفتوى قد تزامن مع حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات المصرية في صفوف الصحفيين. وبخصوص تعليقه عن تذمر صحفيي مصر من الفتوى، أشار الطنطاوي إلى أن هؤلاء المتذمرين يُعدُّون على أصابع اليد، مبديا امتعاضه ممن طالب رئيس الوزراء المصري أحمد ظريف بعزله، معلقا: " ومن هؤلاء حتى يطالبوا بعزلي". هشام موفق