رغم الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات المسلحة في الآونة الأخيرة، ورغم تشديد الخناق عليها وشل حركتها في معظم الولايات، بدليل فشلها في صنع المشاهد الدامية التي وعدت بها خلال شهر رمضان. إلا أن ذلك لم يشفع بغلق "الجبل" أبوابه أمام الوافدين الجدد، خاصة في شرق البلاد، حيث شهدت منطقة تبسة ووادي سوف وخنشلة أولى "الالتحاقات" والتي كان الهدف منها لبس عباءة "القاعدة" لأجل الانتقال إلى العراق لمحاربة المحتل، وهي العملية التي نجحت في (توريط) جزائريين في الحرب العراقية – الأمريكية. ثم انتقلت حمى "الجبل" إلى مناطق أخرى، حيث أحصت قسنطينة، حسب مصادرنا، 29 شابا اختفوا عن الأنظار منذ الأسبوع الأول، الذي سبق شهر رمضان وتأكد انتقالهم إلى العمل المسلح في جبال جيجل ونواحي القل ومعظم هؤلاء يقطنون في الأحياء الفقيرة، خاصة "فج الريح" بمنطقة الأمير عبد القادر، وهو حي قصديري تمّ ترحيل جزء من سكانه فقط وينحدر معظم ساكنيه من ولايتي سكيكدةوجيجل، إضافة إلى أحياء أخرى مثل حي عباس (واد الحد) وبن الشرقي وكلها بؤر شهدت أياما حمراء في السابق، ومازالت تعاني من التهميش في الحاضر. أما عن الوافدين على الجبل من ولاية قسنطينة والذين قارب عددهم الآن 50 فردا حسب مصادرنا فإنهم يتنوعون ما بين بعض التائبين وعددهم قليل والشباب البطال الذي لا تزيد أعمارهم عن عشرين عاما، وهناك حتى من الأشقاء الذين انتقلوا جماعيا، وتزامن صعود هؤلاء إلى الجبل مع المناخ المساعد، وهذا قبل موسم المطر والثلوج في الشهر القادم وما بعده، وكانت قسنطينة قد عرفت تحركا أمنيا مكثفا ودقيقا خلال رمضان لأجل كشف خيوط هذا التجنيد السري الذي لم يبلغ درجة الخطورة بعد. 64 عنصرا محليا.. و32 من خارج الولاية.. وسبعة عرب وأفارقة 14 شابا التحقوا بالجماعات المسلحة بباتنة تشير بعض الإحصائيات المتطابقة والمتواترة إلى أن أربعة عشر شابا التحقوا بصفوف الجماعات المسلحة الناشطة عبر الكتائب الثلاثة (الموت، الفتح وسريتي جبل أحمر خدو ومزيرعة (بسكرة - تكوت باتنة) التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يقودها يحياوي عبد العالي المكنى يونس أبو الحسن، أمير منطقة الأوراس والذي تمتد صلاحياته حتى إلى الجماعات المسلحة الناشطة بولاية تبسة وبئر العاتر. تجدر الإشارة، إلى أن هؤلاء الملتحقين الجدد الذين انضموا إلى الجماعات المسلحة بعد سريان قانون المصالحة الوطنية، أغلبهم شبان في العقد الثالث وقد التحقوا على شكل مجموعات صغيرة، مشكلة في صورة أفواج من أربعة إلى ستة أفراد، وعلى فترات متباعدة افتتحتها مجموعة مشكلة من أربعة شبان كانوا يترددون على مسجد بلال بن رباح، واختتمتها مجموعة مشكلة من ستة شبان من حي باركا فوراج الذي كان يضم خلية ناشطة يتزعمها (ز. وليد) أحد الضالعين لوجستيكيا في محاولة اغتيال بوتفليقة بباتنة. بما قدمه من إسناد لمنفذ الإعتداء "أبو المقداد الوهراني"، ولما لعبه من دور محوري في تجنيد شبان وقصر من الجيل الثالث للإرهاب، المشكل أساسا من مراهقين، المتأثر بالفكر السلفي المتمدد أفقيا لدى الجيل الحديث المنحدر من أصول اجتماعية متدنية اجتماعيا وثقافيا، حيث يلاحظ أن بعض الملتحقين كانوا من مرتادي ملاعب كرة القدم والمتعصبين لفريق المولودية الشعبية، قبل أن تظهر عليهم علامات التدين السلفي بشكل مفاجئ، بعدما أصبحت "السلفية" أفكارا متغلغلة نتيجة انسحاب واضمحلال التيارات الإسلامية المعتدلة من المجتمع إلى السياسة المتحزبة. ويأتي التحاق هذا العدد (14 مسلحا) الذي يشكل بمفرده خمس العناصر الإرهابية الناشطة بجبال باتنة المنحدرة من مناطق باتنةالمدينة ودوائرها، المقدر عددهم ب64 عنصرا قبيل التحاق مجموعة الستة، علما أن عدد المسلحين الذي بلغ حدوده الدنيا خلال السنوات الأخيرة كان شهد انتعاشة عقب التحاق مسلحين جدد من عدّة مناطق خارج الولاية والمقدر عددهم زهاء 32 ناشطا، ليبلغ عدد الإرهابيين بمنطقة باتنة ما بين مائة إلى 103 أو 109 عنصر، وبعيدا عن العناصر المحلية يخشى أن تحمل العناصر الأجنبية تقنيات جديدة مستعملة من طرف القاعدة عقب التحاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال بجماعة بن لادن والظواهري. بعد التحاق عناصر جهادية مغربية قدر عددها ب30 عنصرا دخلوا البلاد بطريقة سرية وغير شرعية عبر "مغنية"، ما فرض حالة تأهب قصوى بالحدود الغربية عبر 200 مركز مراقبة وكذا عبر الصحراء عقب ورود معلومات عن تأهب دخول سبعة انتحاريين باكستانيين، وفيما تمركز عديد من العناصر المغربية بالمنطقة الثانية، فإن الميزة الأساسية للعناصر الأجنبية بشرق البلاد تغلب عليها جنسيات مالية وتونسية وليبية، حيث بلغ عدد "المسلحين" الأجانب 15 عنصرا بشرق البلاد قبيل تفجيرات 11 أفريل، في حين يقدر عدد الأجانب المتمركزين بجبال باتنة، سبعة عناصر، أربعة موريتانيين ونيجيريان وليبي واحد. أ. أسامة