لاتزال الشكوك وعلامات الاستفهام حول وفاة بلبل أغنية الراي، المرحوم الشاب عقيل، تشكل الهاجس الأكبر لعائلته وبالأخص شقيقته الكبرى، ففي الوقت الذي قيّدت فيه السُلطات المغربية حادثة الوفاة على أنها قضاء وقدر، وشمّعت ملف القضية، حصلت "الشروق" حصريا على صورتين للسيارة التي كان على متنها المغدور به يوم 13 جوان المنصرم، والتي أثبتت أولى المعاينات أنها لم تنقلب ولم تسقط داخل واد -حسب الروايات المغربية- ليبقى السؤال قائما بخصوص الأسباب التي أدت إلى وفاة المرحوم عقيل . ويأتي نشر "الشروق" لصور السيارة "السانبول" التي كانت تقّل الفنان الراحل مع زوجته الثانية والموسيقي فتحي ياحي يوم الحادث، بعد أيام قليلة من صدور حكم يقضي بسجن السائق المغربي 10 أشهر حبسا نافذا -كونه سببا في الحادث- لتغلق السلطات المغربية بذلك القضية نهائيا وتشّمعها، إلا أن مصادر موثوقة أكدت ل"الشروق" أن عائلة عقيل تطالب الآن بإعادة فتح التحقيق، وبأنها تنوي الاستنجاد بالسلطات الجزائرية حتى تتقدم الأخيرة ببلاغ رسمي لنظيرتها المغربية للاطلاع على ملابسات القضية . وتشكك عائلة عقيل -حسب ذات المصادر- في أن يكون السائق المغربي يقضي عقوبته داخل الزنزانة، وبأن كل شيء تم طبخه وتسويته على نار هادئة لغلق ملف القضية الذي ترى العائلة أن لها سيناريو آخر تماما . أما فيما يخص التصريح بإعادة تشريح جثة المرحوم، فلايزال المحامي خالد لزبر يسعى للحصول عليه من قبل وكيل جمهورية محكمة الخميس، وذلك بهدف تحديد الإصابات التي تعّرض لها عقيل إن كانت بفعل الحادث أم بفعل فاعل!؟ علما أن التحقيق الذي فتحه الدرك الملكي في المغرب كشف أن الإصابة كانت على مستوى اليد اليسرى وتحت الرأس، بينما لم تصب المناطق الأخرى في جسده بأي سوء أو خدوش تذكر. وتتمثل المفاجأة الكبرى في زوجة الشاب عقيل الثانية "ف.ر"، التي أنكرت تماما أنها حامل من المرحوم، مؤكدة أنها لم تصرّح بوجود حمل من الأصل -علما أنها أكدت ل"الشروق" من غرفتها بمستشفى الرباط العسكري أنها حامل في الشهر الأول- وهو التصريح الذي تضعه عائلة عقيل في خانة "المتناقضات" الكثيرة التي لفّت القضية، خصوصا في ظل بدء إجراءات إعلان الفريضة التي تضمن للزوجة الثانية ثُمن تركة المرحوم، والذي قابله إصرار عائلة الأخير على إجراء تحاليل الADN التي تثبت إن كان المولود لعقيل. يشار إلى أن المعاينة الأولية لسيارة "السانبول" التي قام بها خبير في حوادث السيارات، أفضت إلى وجود شكوك بنسبة 80 بالمائة في أن تكون السيارة قد تعّرضت لانقلاب أو سقطت من علو مرتفع، خصوصا وأن الإصابة كما تظهرها الصور، كانت من الجهة الخلفية للسيارة. كما أن الزجاج الأمامي للمركبة لم يصب، كذلك المحرّك والمرآة العاكسة على الجانبين retroviseurs les، بالتالي يشير تقرير معاينة السيارة أنها لم تنقلب.. لتبقى بذلك وفاة عقيل لغزا لن تحله -حسب عائلته- سوى التعجيل باستخراج جثته وفحصها.