والد الفقيد يُصرح: كُنت أنتظر أن يدفنني عبد القادر لكن القدر أبى ذلك لفظ أول أمس الخميس، المغني المعروف بالشاب عقيل، أنفاسه بالمملكة المغربية، في حدود الساعة الحادي عشر ليلا، في مستشفى بمدينة طنجة، عن عمر يناهز ال 39 سنة، عقب حادث مرور وقع في حدود الساعة الثامنة مساءً، عند عودته من تنشيط حفل غنائي بمدينة طنجة. وقد نجت زوجته الحامل التي كانت ترافقه وعازف البيانو، وجاء الحادث نتيجة اصطدام سيارة سياحية بسيارة المرحوم من الخلف وأدى إلى احتراقها. تعيش عائلة الشاب عقيل بخميس مليانة في ولاية عين الدفلى، تحت الصدمة منذ أن تلقت خبر وفاة ابنها المعروف بالشاب “عقيل”، ليلة الخميس إلى الجمعة، في حادث مرور بمدينة طنجة في المغرب رفقة زوجته، التي ترقد حاليا بغرفة الإنعاش بإحدى مستشفيات المدينة المغربية. انتقلت “الخبر” فور تلقيها نبأ وفاة الشاب عقيل، الذي وقع كالصاعقة على سكان خميس مليانة مسقط رأس المرحوم، إلى منزل عم المرحوم السيد عقيل أحمد، الكائن بحي محمد حلايمي أو الحي المعروف بقدرة وكسكاس، في محيط المدينة، أين ترعرع المرحوم وعاش صباه وطفولته عند جدته من أبيه بعد وفاة والدته، وهو البيت الذي غنى فيه حسب أحد أقاربه أول أغنية عندما كان في الخامسة من عمره، وكانت أغنية “أصحاب البارود” للشاب خالد هي التي فتحت له أبواب الشهرة وحلقت به في آفاقها الواسعة. عند اقترابنا من المنزل وجدنا شقيقه لخضر الذي بادرنا بالحديث: “إنها الفاجعة التي حلت بعائلتنا” قبل أن يضيف قائلا “شقيقتاي غنية ونصيرة لا تزالان تحت الصدمة منذ أن تلقتا خبر وفاة المرحوم على الساعة الثانية والنصف من ليلة الخميس إلى الجمعة” ولم نتمكن من الاسترسال في الحديث مع لخضر بسبب حالته النفسية الصعبة التي كان عليها. اقتربنا من محمد والد الشاب عقيل الذي بدا أكثر تماسكا من ابنه لخضر، مؤمنا بقضاء الله وقدره، حيث قال وملامح الحزن بادية على محياه “لقد كنت أنتظر أن يدفنني عبد القادر، لكن القدر أبى ذلك وسأدفنه أنا، لقد كان كريما جدا مع عائلته، حيث كان يغدق الأموال دون حساب على إخوته الستة جميعا، ثلاث بنات وثلاثة ذكور، كما طلب مني”، يضيف محمد، “أن أتوقف عن العمل ليتولى هو الإنفاق علي وعلى كافة أفراد العائلة، لكني رفضت ذلك وواصلت مسيرتي المهنية ببلدية خميس مليانة، إلى أن أُحلت على التقاعد قبل أسابيع قليلة”، وعن آخر مرة رأى فيها المرحوم، قال محمد “لقد زارني منذ أسبوع كما زار كل أفراد العائلة حتى جدته من والدته الساكنة ببلدية برج الأمير خالد على بعد نحو 17 كلم عن خميس مليانة، وكأنه كان يُحس بقرب أجله”، وطلب والد المرحوم الشاب عقيل من كل سكان مدينة خميس مليانة، وكل من عرفه وأعجب بفنه، الدعوة له بالرحمة لأنه رحمة الله عليه كان يحبهم كثيرا وكان له أصدقاء كثر يزورهم كلما حل ضيفا على مدينته، غادرنا منزل عم المرحوم، حيث لا حديث في المدينة سوى عن الشاب عقيل الذي غادر عائلته وأصدقاءه بمسقط رأسه إلى الأبد.