ووري الثرى، أمس، في جو مهيب، جثمان الفنان الشاب عقيل، بمقبرة سيدي عبد القادر، بخميس مليانة بمدينة عين الدفلى، بحضور الآلاف من محبيه ومعجبيه، من مدينة خميس مليانة والولايات المجاورة وحتى من الجزائر العاصمة، تنقلوا لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، بعد وصوله إلى بيت عمه حيث مكث لبضع دقائق، لينقل بعدها مباشرة إلى المقبرة. وصل جثمان المرحوم عبد القادر عقيل، ظهر أمس، إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة، قادما من المغرب، حيث كان في استقباله جمع غفير من الفنانين ومسؤولي وزارة الثقافة وأصدقائه الذين شيعوه إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه. وتحدث عازف الأورغ، فتحي ياحي، الذي كان رفقة الشاب عقيل وزوجته خلال الحادث، لدى وصوله إلى المطار، عن تفاصيل الحادث: “وقع كل شيء بسرعة، كنا نستقل سيارة خاصة أرسلتها اللجنة المنظمة للحفل”، نافيا صحة الفيديو الذي تم نشره عبر الأنترنت على أساس أنه الحادث: “بعد مسيرة 20 كلم شعر السائق بالنعاس، فطلبت منه أن أكمل الطريق ولكنه رفض، وبمجرد أن تقدمت إلى المقود، حتى انحرفت السيارة وانقلبت إلى أسفل الجرف”. وواصل فتحي، الذي لم يتعرض إلى أي أذى، سرد المشهد بكثير من الأسى والتأثر: “بحثت عن عقيل الذي كان نائما هو وأرملته في المقعد الخلفي للسيارة، لأجده ملقى بعيدا، تقربت منه، كان صامتا لا يتكلم ولكنه مبتسم، فسارعت بتلقينه الشهادة عشرين مرة، وهكذا رحل مبتسما”. وأوضح فتحي أنه من شدة قوة الحادث كان يعتقد بأن زوجة عقيل هي الأخرى قد فارقت الحياة، فسارع إلى تلقينها الشهادة. وقال فتحي إن السيارة انقلبت أكثر من عشر مرات، قبل أن تستقر في أسفل الوادي المحاذي للطريق الرئيس بين الدار البيضاء وطنجة. وأجمع زملاء الراحل، الذين تحدثوا ل“الخبر”، على أن عقيل كان ذا شخصية متواضعة، تتسم بالطيبة والكثير من الأحلام لتطوير أغنية الراي والرقي بكلماتها، كما قال الفنان محمد لمين: “كان فنانا متكاملا يكتب ويلحن ويغني”. وقال المغني كدار الجابوني: “كان يطلب مني أن نجتمع من أجل تطوير الكلمات وتهذيبها”. المغني رضا سيتي 16 أيضا نعى الفقيد، وأوضح أن آخر كلماته معه كانت: “أتمنى أن أغادر الفن قريبا وأنا نظيف”. كما أكد الشاب حميدو على أخلاق عقيل: “كان اسما على مسمى، هادئا ومتواضعا، واستطاع أن يرتقي بأغنية الراي إلى الكلمة الهادفة”. ولا تزال أرملته الحامل ترقد في أحد مستشفيات المغرب، وقد شاء القدر ألا يتعرض الجنين إلى أي أذى، رغم أنها أجرت عمليتين جراحيتين ناجحتين، كما أكد الفنان التشكيلي عقيل محمد أن أرملة المرحوم لا تعلم إلى غاية الآن بوفاته.