قبل 24 ساعة من عملية قرعة نهائيات كأس العالم 2014 المقررة أمسية الجمعة، يبقى الجزائريون يترقبون ويحلمون بالمنتخبات التي ستواجه المنتخب الوطني خلال مونديال البرازيل، الذي قد يتجدد فيه التاريخ مرة أخرى، وهذا أمام احتمال مواجهة الجزائر لمنتخبات عملاقة سبق مواجهتها خلال مشاركاتها الأربعة في نهائيات كأس العالم أو في مواجهات ودية، على غرار منتخبات ألمانيا في مونديال إسبانيا سنة 1982، البرازيل وإسبانيا في مونديال المكسيك 1986 أو انجلترا في مونديال جنوب إفريقيا 2010. وضع تقسيم المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل على المستويات الأربعة التي ستجري على ضوئها عملية القرعة، المنتخب الوطني الجزائري أمام احتمال كبير للوقوع في مجموعة تضم منتخبات كبيرة سبق له مواجهاتها في نهائيات كأس العالم السابقة، حيث بنسبة كبيرة سيلعب المونديال القادم في نفس المجموعة إلى جانب أحد منتخبات المستوى الأول، والذي يضم كل من البرازيل، الأرجنتين، بلجيكا، كولومبيا، ألمانيا، إسبانيا، سويسرا والأورغواي، باستثناء منتخبات بلجيكا، سويسرا وكولومبيا التي لم يسبق للمنتخب الوطني مواجهتها سابقا في النهائيات، فإن المنتخبات الخمسة المتبقية تملك فكرة جيدة عن الكرة الجزائرية من خلال المباريات التي جمعت المنتخبين، سواء تعلق الأمر بمباريات رسمية أو ودية، مثلما هو الشأن بالنسبة للمنتخب البرازيلي الذي لعب أمام الجزائر أربع مرات، وانتهت كل المواجهات لصالح البرازيليين، بداية من المباراة الأولى التي جرت في 17 جوان 1965 بوهران 3 /0، ثم 2/0 في المباراة الثانية في 6 جوان 73، وفي المباراة الثالثة بتاريخ 22 أوت 2007 بمدينة مونبوليي الفرنسية بنتيجة 2/0، إضافة إلى المباراة الرسمية الوحيدة التي جمعت المنتخبين خلال مونديال المكسيك 86 التي انتهت بفوز رفقاء سوكراتيس بنتيجة 1/0. في نفس السياق، من الممكن جدا أن يتجدد التاريخ وتسفر عملية القرعة عن مباراة ثأرية بين الجزائر وألمانيا، وهذا بعد المباراة التاريخية التي جمعت المنتخبين في مونديال إسبانيا 82 عندما كسّر رفقاء لخضر بلومي كبرياء الألمان بفوز تاريخي(2/1)، علما أنه كان الفوز الثاني للجزائر على ألمانيا بعد المواجهة الودية التي جمعتهما سنة 1964 وانتهت بفوز الجزائر بنتيجة 0/2 . في المقابل ستكون مباراة ثأرية أخرى بالنسبة للمنتخب الوطني هذه المرة في حالة أوقعته القرعة في نفس المجموعة مع منتخب إسبانيا الذي كان حرمه في مونديال المكسيك 86 من المرور إلى الدور الثاني بعد الفوز العريض الذي حققه على حسابه آنذاك(3 /0) . وفي نفس الإتجاه، فإن مواجهة الخضر للأوروغواي أو الأرجنتين لا تقل إثارة أيضا، على اعتبار أن المنتخبين سبق لهما التعرف على عقلية اللاعب الجزائري من خلال المواجهات الودية الساخنة التي جمعتهم، حيث سبق للجزائر الفوز على الأوروغواي (1 / 0) من تسجيل رفيق جبور في المباراة الودية التي جمعتهما سنة 2009، في وقت فاز المنتخب الأرجنتيني على الجزائر بنتيجة (3 /4) سنة 2007، في وقت قد تظهر مواجهة سويسرا أو بلجيكا أو كولومبيا أفضل سيناريو بالنسبة للكثير من الجزائريين. من جهة أخرى، لا تقل منتخبات المستوى الثالث والرابع شأنا عن منتخبات المستوى الأول، طالما تضم أيضا منتخبات كبيرة وعريقة، سيما المستوى الرابع الذي يتشكل من منتخبات البوسنة، روسيا، كرواتيا، أنجلترا، فرنسا، اليونان، إيطاليا، هولندا والبرتغال، وبخصوص هذا المستوى، يحتمل كذلك أن تحمل القرعة القادمة بعض المفاجآت للمنتخب الوطني، الذي قد يواجه مرة أخرى منافسا كان تعرف عليه خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 وهو منتخب انجلترا الذي اصطدم بإرادة رفقاء كريم زياني الذين فرضوا عليه التعادل (0 / 0)، أو منتخب الولايات المتحدةالأمريكية الذي يتصدر المستوى الثالث، والذي كان فاز على الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا بنتيجة (1 / 0). هذا، ومثلما كان منتظرا، ستتجنب الجزائر مواجهة المنتخبات الإفريقية خلال الدور الأول، إضافة إلى المنتخب الشيلي الذي سبق للمنتخب الوطني الفوز عليه في مونديال إسبانيا 82 بنتيجة 3 /2 .
مشجعو الخضر يحلمون بمجموعة مكونة من: سويسرا، هندوراس والبوسنة من جهة ثانية، ستكون مواجهة إيطاليا أو البرتغال بقيادة رونالدو جد مثيرة لعشاق المنتخب الوطني، الذين يؤمنون بقدرات محاربي الصحراء في الصمود أمام أقوى المنتخبات، في حين يتمنى البعض الآخر من المناصرين الجزائريين خاصة المغتربين منهم، أن توقع القرعة المنتخب الوطني في نفس المجموعة مع منتخب فرنسا، في مواجهة تحبس الأنفاس، سيما بعد النهاية المؤسفة التي عرفتها المباراة الودية التي جمعت الفريقين سنة 2001 بباريس، فيما يحلم أغلبية الجزائريين، حسب أرائهم في المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي بفوج سهل يضم سويسرا، الجزائر، هندوراس والبوسنة والهرسك، حيث يرون بأن هذه المنتخبات في متناول الخضر على الورق، مقارنة بمنتخبات أخرى قوية، ما يكفل للخضر تعزيز حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني على الأقل في المونديال، لأول مرة في تاريخهم.
محمد مشرارة عضو لجنة فض النزاعات بالفيفا.. للشروق: حظوظ "الخضر" في التواجد ضمن مجموعة متوازنة في المونديال 30 بالمئة يتوقع عضو غرفة فض النزاعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، محمد مشرارة، بأن نسبة وقوع المنتخب الوطني لكرة القدم، في مجموعة متوازنة في مونديال البرازيل العام للمقبل هي 30 بالمئة فقط. وقال مشرارة في تصريح للشروق أمس، أن التقسيم الحالي للمستويات الأربعة منطقي: "الفيفا لم تأت بشيء جديد بل قامت بتقسيم منطقي للمجموعات، فمن أصل 32 منتخبا، يتم اختيار 8 منتخبات التي تشكل المستوى الأول، كما راعت عدد المنتخبات المشاركة من كل قارة"، مضيفا: "كل الاحتمالات تبقى واردة بالنسبة لحظوظ المنتخب الجزائري، وأعتقد بأن نسبة تواجده ضمن مجمعة قوية تكون حوالي 70 بالمئة لأن تقسيم الفيفا يفرض ذلك". وأوضح نفس المتحدث بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم، حاول تجنّب وقوع أكبر عدد من المنتخبات من قارة واحدة في نفس المجموعة: "في المونديال يوجد 13 منتخبا من القارة العجوز، و"الفيفا" وضعت 9 منتخبات منها لحد الآن في المستوى الأخير، على أن تفصل بين روسياوفرنسا في وقت لاحق، وهذا لتفادي مواجهات تجمع بين عدد معتبر من منتخبات أوروبا في الدور الأول، هناك اعتبارات أخرى تبدو لي منطقية، بما فيها بعض الجوانب الاقتصادية، ولحد الآن فإن قوة كرة القدم تكمن في أوروبا". ويشار إلى أن الجزائر تتواجد ضمن المستوى الثاني، والذي يضم المنتخبات المتأهلة من قارة إفريقيا إضافة الشيلي والإكوادور من أمريكاالجنوبية، ومنتخب من أوروبا، إما فرنسا أو روسيا، علما بأن الخضر سيتعرّفون على منافسيهم الجمعة.
القرعة النهائية بالأرقام ستكون مراسم حفل قرعة نهائيات كأس العالم 2014، التي ستجرى الجمعة، في كوستا دو ساويبي البرازيل حافلة بالأرقام والإحصائيات، من خلال حضور قياسي لمختلف ممثلي البلدان المشاركة في النهائيات، وكذا وفد هام عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، فضلا عن متابعتها من طرف ملايين المشاهدين. وكشفت "الفيفا" بعض الأرقام الهامة ضمن التحضيرات لهذا الحدث الضخم الذي يأتي بعد تصفيات تضمنت ما مجموعه 820 مباراة. 9000متر مربع هو حجم قاعة التي تستضيف القرعة النهائية، والمساحة كبيرة من أجل استيعاب الأشخاص المعتمدين الذين يبلغ عددهم 4800 شخص. وسيتواجد في القاعة 30 محطة إذاعية، بينها 17 من البرازيل، إضافة إلى 79 قناة تلفزيونية (بما في ذلك 7 محلية) لتغطية هذا الحدث الذي سيبث لما يقارب 200 دولة. 2700 هو عدد الأشخاص المجندين في مكان الحدث أكثر من 2000 موظف من مؤسسات تؤمن خدمات مترافقة (تحضير موقع الحدث والتنظيف والمطاعم وغيرها)، و200 متطوع للمساعدة في حسن سير العمل خلال هذه الأمسية. وما لا يقل عن 300 من حراس الأمن للسهر على سلامة الحدث. وسافر 300 موظف من الفيفا إلى باهيا لكي تتضافر جهودهم مع جهود 200 برازيلي ينتمون إلى اللجنة المحلية المنظمة. 580 متر مربع هو حجم المسرح الذي سيقف عليه كافو (البرازيل) وفرناندو هييرو (أسبانيا) وزين الدين زيدان (فرنسا) وفابيو كانافارو (إيطاليا) ولوتار ماتيوس (ألمانيا) وألسيدس جيجيا (أوروغواي) وجيف هيرست (انجلترا) وماريو كيمبس (الأرجنتين) من أجل تحديد مصير 32 فريقاً. وإذا كان هؤلاء النجوم من ذهب، فالمسرح مكون من الفولاذ ويزن حوالي 4 أطنان. 36 طنا هو وزن المعدات المخصصة للإضاءة. حيث سيكون هناك حاجة إلى 11 كلم من الاسلاك، فيما وضع 200 ضوء كاشف و308 عاكساً بهدف إضاءة المسرح. في الوقت نفسه، ستكون هناك حاجة إلى 30 ألف متر من الأسلاك. وتزن معدات الفيديو 20 طناً مع 3500 متر "فقط" من الأسلاك الكهربائية و2000 متر من اسلاك "الإشارة". في المجموع سوف تكون هناك حبال بطول 46 كلم! 30 إنه عدد مدربي المنتخبات المتأهلة (من أصل 32) الذين سيتواجدون في كوستا دو ساويبي هذا الجمعة. ويغيب عن الدعوة كل من مدرب أوروغواي أوسكار تاباريز ومدرب المكسيك ميغيل هيريرا.