لفظ صباح الثلاثاء الشاب فالق كمال، وهو بطال وأعزب، في الثانية والثلاثين من العمر، ينحدر من مدينة المحمل شرق الولاية خنشلة، أنفاسه الأخيرة بغرفة الإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بولاية باتنة، متأثرا بجروحه البليغة، بعد إقدامه مساء الخميس المنصرم على إضرام النار في جسده باستعمال مادة البنزين، وذلك فوق الجدار الخارجي لمقر الأمن الخارجي ببلدية المحمل، احتجاجا على عدم مساعدة شقيقه الأكبر للاستفادة من سكن اجتماعي. وقد تنقل أهل الضحية إلى مستشفى باتنة الجامعي بغرض استكمال الإجراءات القانونية لتشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه ببلدية المحمل. وكانت مدينة المحمل، قد اهتزت ظهر الخميس المنصرم، على وقع الحادثة المأسوية، مباشرة بعد تسلق الضحية الجدار الخارجي لأمن المدينة (المحمل) والتهديد بالانتحار حرقا باستعمال مادة البنزين، تضامنا مع شقيقه الأكبر الذي تم حجز أثاثه بعد شكوى حركتها بلدية المحمل في حقه، بعد احتجاجه أمام مقر المجلس واستعمال أثاثه خلال حركته الاحتجاجية للمطالبة بسكن اجتماعي يؤويه رفقة عائلته، قبل أن يتفاجأ الجميع ودون سابق إنذار، ودون منح أدنى فرصة للاستماع إلى مطالبه، بإضرامه للنار في جسمه ، أصيب خلالها بحروق خطيرة استدعت نقله إلى مستشفى خنشلة قبل تحويله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بباتنة أين تم وضعه رهن العناية الطبية. وسارعت حينها مختلف المصالح إلى فتح تحقيق حول ظروف الحادثة، في الوقت الذي ذكرت خلية الإعلام والاتصال بأمن خنشلة، أن القضية تعود إلى شكوى تقدمت بها بلدية المحمل، في حق رب أسرة ، وهو شقيق الضحية، أمام مصالح الأمن الخارجي ببلدية المحمل، تتعلق بقيام الشخص المعني بعرقلة نشاط البلدية، وغلق الباب الرئيسي لها باستعمال أثاث منزله بالكامل الذي نقله عبر شاحنة، لتتدخل المصالح وتستمع إلى المحتج في محضر رسمي وحجز الأثاث، ليتفاجأوا بشقيقه الأصغر يقوم بإضرام النار في جسمه بطريقة مثيرة، لم تمكن أي شخص من الدخول في أي محاورة، قبل آن يلفظ أنفاسه بمستشفى باتنة الثلاثاء. نشير إلى أن مدينة المحمل كانت قد شهدت صباح اليوم الموالي للحادثة احتجاجات كان قد شنها شباب المنطقة للمطالبة بمعاقبة المتسبب في الحادثة، أين تم تنظيم مسيرة سلمية بشوارع المدينة وانتهت بالاعتصام أمام مقر الأمن الخارجي مسرح الحاثة.