يحتاج الأطفال إلى بعض المستلزمات المدرسية التي لا يستطيعون الاستغناء عنها طيلة العام الدراسي بدليل اصطدامهم بل اصطدام أوليائهم بتلك القوائم الطويلة والعريضة والمتعلقة بالأدوات المطلوبة خلال العام الدراسي إضافة إلى الكتب المدرسية التي يحتاجها التلاميذ لاستكمال مقرراتهم على أكمل وجه خلال الموسم الدراسي، لكن ما يشتكي منه الأولياء هو عدم محافظة ابنائهم على أدواتهم المدرسية خاصة وأنهم قلبوا المغزى الرئيسي منها وأصبحوا يستعملونها في اللعب والتراشق فيما بينهم في القسم بل حتى تكسيرهم العمدي لها من دون أي سبب ولو كان عفويا عن غير قصد لهان الأمر، وإنما يقومون بذلك عن قصد ذلك ما أدى إلى ملل الأولياء من التجديد الدوري للأدوات في كل مرة، مما يكلفهم ميزانيات على مدار العام الدراسي والتي لا يخلصون منها إلا مع انتهاء واختتام السنة الدراسية. في هذا الصدد قمنا بجولة عبر بعض المدارس لرصد الآراء من أفواه المعنيين بالمشكل الواقع على رؤوس الأولياء، اقتربنا من جماعة من التلاميذ الذين اجتمعوا أمام متوسطة بالمدنية وأثرنا النقطة عليهم، ما سمعناه من أفواههم لا يصدقه العقل لاسيما وان هناك من يخرب أدواته القديمة عمدا من اجل استبدالها بأخرى جديدة ناهيك عن من استعملوها في التراشق والضرب على مستوى القسم خاصة وان هؤلاء التلاميذ كلهم يقين أن هناك دائما من يدفع وتقع عليه مسؤولية تجديد تلك الأدوات في كل مرة. ياسين طفل في الثانية عشر من عمره قال انه يهوى تجديد أدواته المدرسية ولكي يستفيد من أدوات جديدة عليه بتكسير القديمة بشتى الطرق ذلك ما يجبر أولياءه على استبدالها له فهوايته هو رؤية محفظته وهي تمتلئ بمقتنيات دراسية جديدة على غرار المساطر، والأقلام، والمبراة... تركنا ياسين والحيرة تملأنا، ولحسن الحظ أننا التقينا بطفلة أخرى خففت عنا عقدة لساننا وحيرتنا وهي الطفلة ريم البالغة من العمر ثماني سنوات اقتربنا منها وانتهزنا فرصة تواجدها أمام باب المدرسة، حدثناها عن مدى اعتنائها بأدواتها الشخصية فقالت إنها تلتزم باستعمال نفس المسطرة خلال كامل العام أما تلك المقتنيات منتهية الصلاحية كالممحاة والأقلام والسيالات فهي تجددها حال الحاجة إليها، وبينت لنا دهشتها ممن يقومون بتكسير تلك الأدوات عمدا داخل القسم بعد تراشقهم بها، وتأكدنا من المزاج الهادئ لتلك الطفلة بعد أن فتحت محفظتها والتي كانت تتميز بنوع من التنظيم والإحكام كدليل على اتزانها. ونحن كذلك حتى اقتربت سيدة وشاركتنا الحديث بحيث قالت إن أجيال اليوم لا يحافظون على مستلزماتهم الدراسية مادام أن هناك منبعاً يستدركها حال هلاكها ويدفع ثمنها الأولياء، وقالت إن لها ابناً على الرغم من تفوقه في الدراسة إلا انه لا يحافظ على أدواته التي ترضخ لتجديدها بعد فترات قصيرة، على خلاف إخوته الذين يستغرقون فترات طويلة بنفس الأدوات. ما يؤكد أن أجيال اليوم لا يهمها أي شيء خصوصا وان حيرة توفير تلك الأدوات المدرسية يتكبدها الأولياء في كل مرة.