يعيش مجمّع "طونيك" للتحويلات الورقية ببوسماعيل بفروعه الأحدى عشر حالة من الفوضى منذ قرابة عشرين يوما بسبب غياب الإدارة الجديدة، حيث يتعرض لعمليات تخريب طالت أجهزة لطباعة و تحويل الورق تناهز قيمتها عشرات الملايير، وعمليات سرقة أجهزة حساسة من آلات أخرى أدت إلى إعطابها بصفة كلية، كما شنّ بعض عمال المجمع إضرابا وُصف بغير القانوني تسبب في خسارة بقيمة ستة ملايير سنتيم، ويُخشى أن تتسب عمليات التخريب المستمرة في كوارث ستعصف بالمجمّع و بحياة العمال وتنعكس بعواقب وخيمة على البيئة، هذا فيما فتحت مصالح الدرك الوطني لبوسماعيل تحقيقات لمعرفة الخلفيات و تحديد المتسببين. الأعمال التخريبية التي يشنها مجموعة من العمال داخل المجمّع تبقى مجهولة الأسباب سوى أنها ترمي إلى العصف بإنجاز استطاع توفير أكثر من 3500 منصب عمل، والغريب أن أعمال التخريب تتواصل في وجود حارس قضائي عينته العدالة على خلفية قضية طونيك مع بنك بدر للتنمية الريفية ثم استبدلته بحارس آخر، مما يطرح أسئلة حول الداعي القانوني من وراء تعيينه، إذا كان الانضباط و الأمن غير مستتبين، حيث لا يتحكم في مجريات الأمور داخل المركب. وقد استغل العمال الذين يقفون وراء الفوضى، حالة التسيب والإهمال المتفشية في المركب ليشنوا أعمالهم التخريبية خاصة بعد أن اطمأنوا بأن أحدا لن يعاقبهم وأن الصرامة و الانضباط وتطبيق القانون باتت أمورا غائبة البتة، حيث تأكدوا بأن "اللاعقاب" هي السياسة السائدة في الوقت الحاضر. وتكمن خطورة الفوضى و التخريب التي تهز ّ"طونيك" في الكوارث الحقيقية التي تطال العمال و السكان و البيئة فضلا عن المجمّع نفسه، حيث يضم أحد المواقع الصناعية التابعة للمجمع والتي تقع في الشعيبة جنوب مدينة بوسماعيل وحدات حساسة وخطيرة فيها خزانات لغازات سامة ومواد كيماوية سريعة الالتهاب، ومن السهل جدا التسبب في كارثة في هذه الوحدة، إذ أن رمي حجر واحد على خزان من خزانات الغازات الخطيرة سيؤدي إلى حريق مهول وانفجارات رهيبة، مثلما هو الحال بالنسبة ل"بروكسيد الهيدروليك" وخزانات الأكسجين و الأسيتيلين التي تصنّف على درجة عالية من الخطورة. هذا بالإضافة إلى أضرارها على الإنسان حيث تسبب حالات اختناق و تسمم ذات مضاعفات كبيرة، خاصة و أن المجمع محاط بالسكان من جهته الشمالية، كما ستكون الأضرار كارثية جدا على البيئة. وفيما تبقى الأسباب الحقيقية و الأطراف المحركة لهذه العمليات بعيدة عن العيون، تجدر الإشارة إلى أن مجمع "طونيك" يحول يوميا 300 طن من النفايات الورقية وقد تجاوزت قيمة الاستثمارات فيه مبلغ 2 مليار دولار، مما يؤهله لأن يكون قطبا صناعيا في الجزائر ستجعله هذه الممارسات صرحا في مهبّ الريح ما لم تتدخل السلطات لمعرفة ما يحدث. أ.أسامة