جدد زعيم جبهة القوى الاشتراكية آيت أحمد ثقته في السكرتير الأول المستقيل كريم طابو الذي رمى المنشفة بشكل مفاجئ قبل أيام في سياق تبعات النتائج الهزيلة للحزب في الانتخابات. وحملت رسالة آيت أحمد من منفاه الاختياري في سويسرا الى المجلس الوطني المنعقد نهاية الأسبوع، قراره بإعادة تعيين طابو في منصب السكرتير الأول وأثنى على "إنجازه لمهمته كاملة". ودعا آيت أحمد قيادة الحزب إلى جملة من الخطوات "العاجلة على الصعيد الداخلي للحزب"، أحصى منها "وضع حد لحالة التمرد والنشاطات التقسيمية"، في إشارة إلى الصراع الداخلي المتفجر في الأفافاس منذ إعلان مجموعة من إطاراته، يشكل المؤسسون القدامى زبدتها، رفضهم للقيادة الحالية ولظروف انعقاد ونتائج المؤتمر الأخير، وعاد آيت أحمد الى أحداث العنف التي سادت منطقة القبائل ربيع العام 2001 والتي ساهمت بشكل مباشر في تغيير الخريطة السياسية والحزبية في المنطقة مع ظهور حركة العروش كقوة تأثير جديدة على حساب القوى التقليدية، وقال إنه من الضروري العودة "لإجراء تقييم في العمق لنتائج أحداث 2001 والمحاولات الأخيرة لزعزعة الحزب ومواصلة مسار التطهير السياسي لهياكله ووضع رزنامة زمنية دقيقة للانفتاح السياسي والتنظيمي". وحول أرقام الانتخابات المحلية الأخيرة التي سجل فيها الأفافاس نتائج هزيلة مقارنة بوضعه في الانتخابات السابقة، حيث لم يحصل سوى على 566 مقعد، رفض آيت أحمد التسليم بالهزيمة وإرجاعها الى فشل داخلي، وقال عن ما يراه السبب الوحيد في نتائج الافافاس الهزيلة "لقد عاقبتنا السلطة لأننا تجرأنا أن نكون كما نحن ونبقى أوفياء لأنفسنا ومبادئنا والتزاماتنا"، وأضاف مسترسلا أن ما أسماه "عقاب" السلطة لحزبه وإصرارها على تحجيمه، جاء ردا على "التأثير الذي خلفه عقدنا لمؤتمرنا وبسبب التصريح المشترك الذي وقعناه مع شركائنا"، في إشارة إلى آخر مذكرة مشتركة لحل سياسي رفعها آيت احمد مع حمروش ومهري قبل أسابيع. ورسم آيت أحمد لمناضليه استراتيجيتهم في الرد على هذا الوضع وقال "الضربات التي جاءتنا من الخارج لم تكن لا من صنعنا ولا بإرادتنا، فنسجلها في الحساب غير المشرف لأصحابها". أما "الضربات التي جاءت من الداخل فتعالج وتسير بدون تراجع عن لوائح مؤتمرنا"، لكنه أقر بوجود قصور في الاتصال والتواصل الداخلي بين مناضلي الأفافاس وقياداته، وقال "الأولوية هي لمحاربة نقص ورفض الاتصال الداخلي بين أجهزة الحزب عبر كل مستوياته، القصور في التنظيم والاعداد وخاصة في التطبيق". عبد النور بوخمخم