قام صبيحة أمس، سكان بلدية سيدي خليفة بغلق الطريق الوطني رقم 05 احتجاجا على الوضع الذي آل إليه أكبر سد في الجزائر، وما أضحى يشكله من مخاطر تهدد حياة سكان المناطق المجاورة له بفعل التسربات والتصدعات التي يتعرض لها من حين لآخر، ما دفع بالسلطات المحلية وعلى رأسها الوالي لاتخاذ قرار وقف عملية ضخ مياه سد بني هارون باتجاه السد الخزان المتواجد ببلدية وادي العثمانية الذي يزود بدوره ولاية قسنطينة بمياه الشرب، وكان ينتظر أن تمون ولايات ميلة، أم البواقي، خنشلة وجيجل بالمياه. وقد أدى تزايد نسبة التسربات إلى وقوع هزات أرضية عنيفة شعر بها سكان المناطق المجاورة، مما أحدث حالة فزع "وهستيريا" وسط سكان سيدي خليفة وعين التين، على إعتبار أن النفق "المتضرر" الذي تعبره قناة تحويل الماء الرئيسية يمر عبر هاتين البلديتين بطول 6.2 كلم. وحسب رئيس المجلس الشعبي الولائي، في اتصال مع الشروق - والذي تنقل لإقناع المحتجين بإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور، فإن سبب الهزات الأرضية والإرتدادات هو تسرب المياه من النفق إلى داخل الأرض، وعند امتزاجه بالكبريت تحدث هزات أرضية عنيفة وتصدعات على شكل حفر كبيرة، مؤكدا أنه تم استدعاء فرقة سويسرية مختصة ستصل منتصف الشهر المقبل (جانفي) إلى ولاية ميلة للوقوف على هذه الظاهرة وإصلاح العطب، كما تم الإستنجاد بفرقة طبية وعيادة متنقلة لإسعاف الجرحى والمصابين والتكفل نفسيا بالمصدومين لهول الوضع. مشيرا إلى أن تزويد سكان ولاية قسنطينة بالماء الشروب لن يتأثر. من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية أن فرقة تقنية ستتنقل إلى عين المكان لتشخيص المشكلة وإيجاد حل جذري للتسربات التي وصلت نسبتها إلى ما بين 30 و40٪، في الوقت الذي هوّن إطار في القطاع من حجم المعضلة، مؤكدا أن هذه الهزات ستخف وتتلاشى تدريجيا، مضيفا أن نفس الظاهرة كانت قد شهدتها بلدية الڤرارم ڤوڤة سابقا، حيث اهتزت الأرض عدة مرات وأحدثت حالة من الرعب والفزع لدى السكان الذين هرولوا إلى خارج مساكنهم، وهو ما تكرر هذه المرة مع سكان سيدي خليفة الذين شعروا بتحرك الأرض منذ عدة أسابيع، إلا أنهم فوجئوا ليلة أول أمس، باشتداد تلك الهزات، وبالتالي المبيت في العراء. هذا، وقد سجل مركز البحث في علم الفلك ثلاث هزات أرضية بفعل هذه الظاهرة كانت أقواها 4 درجات على سلم ريشتر ووقعت في منتصف النهار وخمسين دقيقة. للإشارة، فقد هدد رئيس الجمهورية خلال زيارته لولاية ميلة بداية سبتمبر الماضي، بغلق محطة الضخ العملاقة بالمكان المسمى دوار البيدي بمحيط سد بني هارون لما تشكله من خطر على 5 ولايات، باعتبار أن هذا المشروع يحتوي على عيوب تقنية في الإنجاز تتمثل في تسرب المياه، علما أن التكلفة المالية له تقدر ب 226 مليار دينار وتسمح هذه المحطة بضخ 23 ألف لتر من المياه في الثانية. أحمد عليوة/أ-ب