كثيرة هي الطرائف والمغامرات التي ميّزت الجزائريين في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك خاصة عند الشباب الذين أقدموا على النحر لأول مرّة مظهرين بذالك شجاعتهم لقرنائهم وسعيهم أيضا لنيل الأجر العظيم الذي ضمنه الإسلام للمضحي، لكن التردد ونقص الخبرة عند الكثيرين من هؤلاء حوّل الأضاحي إلى حقل للتجارب صحبتها الكثير من الحوادث المضحكة والمخيفة في آن واحد. هذا ماحدث لكريم،20 سنة من المدنية بالعاصمة، الذي اقسم لأصدقائه الذين سبقوه في النحر أن يكون هو المضحي هذا العام خاصة وان أباه الذي فاق السبعين سنة يعاني من صحة متدهورة ورغبته في اظهار رجولته وشجاعته لإخوته الأكبر منه سنا والذين لم يسبق لأحدهم وان أقدم على النحر. ووسط زغاريد العائلة وتشجيع الأصدقاء والأهل أقدم كريم على النحر وسط تردد كبير مما جعله يصيب أصبعه بالسكين أثناء الذبح وأرغمه على رمي السكين والصراخ وفي هذه الأثناء، ومع انشغال العائلة بإصابة ابنهم قام الكبش الذي ذبح نصفه على الفرار والدماء تتقاطر من رقبته مما جعله يتسبب في ذعر وخوف كبير لدى الأطفال الذين لم يتعودوا على هذه المشاهد الغريبة بينما اختلفت مواقف الكبار إزاء الحادثة، فمنهم من سارع للقبض على الكبش الفار بينما فضل البعض الآخر الضحك. ولحسن الحظ استطاع جار كريم، عمي عبد القادر، ذو 50 سنة والذي يملك خبرة عالية في النحر، الإمساك بالكبش وإتمام ذبحه. هذه الحادثة الغريبة جعلت كريم يقسم ألا يقدم على ذبح أي كبش في المستقبل لعدم تكرار الحادثة التي أوشك فيها على قطع إصبعه وأقدم على تعذيب الكبش المسكين. حادثة أخرى اعتبرها الحاضرون أكثر غرابة وجدلا بطلها محمد ذو 30 سنة من حي البساتين من بئر خادم في العاصمة الذي أرغمه زواجه الجديد على ذبح كبشه الصغير لأول مرة فهو لم يتعوّد على الذبح بل إنه كان يبكي وهو مراهق لرؤية كل كبش يذبح لرهافة حسه. ولكن التشجيع والطمأنة التي أكد من خلالها أصدقاءه وزوجته أن عملية الذبح تحتاج لقليل من "الكوراج" وهذا ماجعل محمد يصمم على النحر، فهذا بالنسبة إليه يوم عظيم يكسر فيه الخوف الذي صحبه منذ صغره. وقبل العملية بدأت يد محمد ترتعش لم يستطع إيقافها فكر في التراجع لكنه استحى وهذا ا ماجعله ينسى ذكر اسم الله على الأضحية من كثرة التردد ورؤيته للدماء تتطاير من رقبة الكبش جعلته يرمي السكين ويترك الكبش يتخبط ولحسن الحظ كان مربوطا بإحكام وإلا أقدم على الفرار، ما جعل صديق محمد الذي حضر العملية يواصل عملية النحر وسط جدل كبير هل قبلت الأضحية ولم تقبل لأن اسم الله لم يذكر عليها، وهذا ما جعل الحاضرين يقصدون امام المسجد الذي أكد لهم أن النية هي الأساس فإن كان المضحي يقصد بالأضحية وجه الله فهي مقبولة وإن نسي وان كان المضحي ينوي بالأضحية الرياء منهكا إياها بالمبارزة فهي غير مقبولة وإن ذكر اسم الله عليها. بلقاسم حوام