حافلات كبيرة وكثيرة تتجهز للانطلاق نحو عاصمة الولاية لاستقال ممثل المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أحمد أويحي، الأمر الذي أدهش الجميع، خاصة وأن هذه الولاية عرفت حملة باردة منذ بدايتها، لوحات فارغة من ملصقات المترشحين وإن وجدت فهي ممزقة، إقبال محتشم للمواطنين على حضور التجمعات الجوارية لممثلي المترشحين الستة وصراع يحتذم بين الحين والآخر بين أعضاء مديريات الحملات الانتخابية بالولاية. تلك هي المظاهر التي طبعت الأسبوع الأول للحملة الإنتخابية بولاية ميلة والتي تميزت بالفتور، رغم الجهود المكثفة التي يبذلها مؤطرو الحملة الانتخابية لتعبئة وحشد الجماهير للالتفاف حول برامجهم السياسية ومغازلة فئة "الزاوالية" القاطنين بالمناطق النائية والمحرومة بالولاية لدفعهم لاختيار ممثليهم، وقد نزلت "البلاد" إلى الشارع الميلي وتحدثت مع مختلف شرائح المجتمع بالولاية، والذين تباينت مواقفهم حول المشاركة في هذه الانتخابات يوم 17 أفريل القادم، رغم أنهم تعودوا على الوجوه نفسها في كل المواعيد الانتخابية السابقة والتي لم تقدم لهم سوى الوعود المعسولة، لذا ملوا التجمعات التي تحمل شعارات براقة وخطابات بعيدة كل البعد عن مشاكلهم وانشغالاتهم وحتى برامجهم المسطرة فهي تلامس آمالهم لكنها عصية عن التجسيد على أرض الواقع. وقال ممثلو بعض المترشحين الذين التقتهم "البلاد" بمديريات الحملات الانتخابية في عاصمة الولاية، إن هذه المرحلة هي مرحلة تسخين للعضلات، وليست فتورا وستعرف أوجها في الأسبوع الثاني باستنفار جميع القواعد المتواجدة في 32 بلدية. بينما عرفت مديرية الحملة للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة تجمعات يومية وأعمال جوارية في كل بلديات الولاية، حيث سجلت تجمعات ناجحة خاصة في كل من تاجنانت والتلاغمة عكس بعض البلديات في المنطقة الشمالية كباينان. أما أنصار المترشح الحر علي بن فليس، فقد صنعوا الحدث من خلال زيارته لولاية ميلة مؤخرا وبعدها عادت الأمور إلى حالها، حيث اكتفت بفتح المقرات وتزيينها بالملصقات وبقي الغموض هو السائد، ما جعل الجميع يتساءل ويترقب بحذر ردة الفعل. تجمع أمل الجزائر"تاج"، أصبح مساهما فعالا في إنجاح التجمعات، رغم محاولة إقصائه بطريقة أو بأخرى وتهميش دوره من بعض الأوجه السياسية المعروفة، وهذا ما أكده لنا بعض المسؤولين على مستوى الحزب، مضيفين أنهم اكتسحوا كل البلديات بفتح مقرات والمميز فيها تكليفهم فئة الشباب من كلا الجنسين بتسيير الحملة وإنجاحها . فيما قياديو الأرندي بالولاية على قدم وساق لإنجاح تجمع أحمد أويحيى، حيث علمت "البلاد" من مصادر جد مقربة أنهم تعهدوا بحشد جمهور لا تسعه حتى الشوارع المجاورة لدار الثقافة، وإضافة شاشة عملاقة ليستطيع الجمهور متابعة أحمد أويحيى من خلالها ، بالاضافة الى تجهيز معرض من الصور في مدخل القاعة ليعرض عليه قبل بداية تجمعه. أما آخر الكواليس، فكانت حول الزيارة المرتقبة لرئيسة حزب حركة الشبيبة والديقراطية التي أصرت على عقد تجمع يوم الأحد، غير أن ممثليها رفضوا الأمر وطالبوها بإلغائه لعجزهم عن تجنيد الحضور.