ساهم الراقي الشهير أبو مسلم بلحمر في علاج مرضى المس الجني والمسحورين، حيث كان يشرف على علاج المرضى بعيادته التي أطلق عليها تسمية "بشائر الشفاء" وتمكن بعون الله عز وجل أن يكشف الداء ويصف الدواء بكلام الله والأدعية النبوية الشريفة، عن طريق الرقية في الماء وزيت الزيتون، لاسيما بعد أن عجز الأطباء عن تشخيص بعض الأمراض والحالات الغريبة، لتكون الرقية الشرعية بديلا للطب، ومن بين الحالات الشاذة والمستعصية مرض السيدة حنان ذات 26 ربيعا وهي أم لطفلين منحدرة من ولاية عنابة. هي من بين اللواتي تعرضن للسحر وسكنها جني يهودي، حالتها أثارت جدلا كبيرا وعدة تساؤلات لدى الرقاة الذين قصدوها للعلاج، ففي بادئ الأمر امتنعت عن الكلام وبلعت لسانها بحلقها، ثم انتقلت إلى إخراج أوراق نقدية من يدها ذات فئة 1000و2000 دينار، ومسامير للبناء بطول 10 إلى 20 سم من فرجها. قصة حنان مع المس الجني بدأت حين انتقلت إلى سكن اجتماعي جديد استفادت منه في إطار عملية الإسكان الموزعة مؤخرا بولاية عنابة، وكانت آنذاك دون أن تدري حاملا بابنها "نجم الدين" في الشهر الأول، تقول حنان: بينما كنت في المرحاض أغمي عليّ فجأة نتيجة إصابتي بدوران ففقدت وعيي بالكامل ودخلت حالة من الغيبوبة، إلى درجة أنني تجمدت في مكاني وأصيبت باعوجاج في كافة أعضاء جسمي، حتى أن عائلتي عجزت آنذاك عن حملي من الأرض إلى غاية اتصالهم برجال الحماية المدنية، حيث تم نقلي إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، ونظرا لكون حالتي كانت مستعصية مكثت مدة طويلة بغرفة الإنعاش، وامتنعت وصُمت عن الكلام مدة طويلة، وبعد تشخيص حالتي الصحية من طرف الأطباء وإجراء التحاليل الطبية وعرضي على جهاز السكانير، فذهب بعضُ الأطباء إلى تشخيص حالتي على أنني أعاني من وجود كيس في الرأس بحجم حبّة العدس، في حين قال آخرون إنه من المستحيل أن يقوم كيس خبيث بكل هذه الأعراض إلى حد إبكامي عن الكلام. تتنهد حنان قليلا وتتذكر معاناتها الأليمة ثم تواصل: اكتشفتُ بعدها أني أصبت بمس جني، فبمجرد أن توجّه أبي إلى المسجد وقصد الإمام لرقية قارورة من الماء بكلام الله والأدعية الواردة في الكتاب والسنة النبوية، انفكت عقدة لساني وعدت إلى حالتي الطبيعة بالحديث بعد أن كان لساني بحلقي، ثم بعدها بدأت حالتي بالتأزم حيث صرت عدوانية أضرب زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأحطم أثاث المنزل دون سبب أو مبرر، فقد كانت فيّ قوة كبيرة ويعجز عن توقيفي 10 رجال ولو اجتمعوا عليّ، لأصاب بعدها برعشة قوية تسقطني أرضا وأحسن بدوران وغثيان مفاجئ، خاصة إذا استمعت إلى القرآن الكريم في التلفاز، وإذا تلاه بقربي أي شخص أهجم عليه.