كشفت تقارير إخبارية عن وجود تخبط على مستوى صناعة القرار في المغرب، وخاصة بعد الأزمة التي أثارتها وزارة الخارجية مع الدولة الإفريقية الحليفة، أي السنغال. وبحسب مصادر مطلعة استندت إليها وكالة "قدس برس" فقد يتم إحداث تغييرات على مستوى الدبلوماسية المغربية قد تطال "رؤوسا كبيرة" لم تسمها. ويأتي ذلك فيما شنت الصحف المغربية المعارضة هجوما واسعا على الحكومة التي يقودها الحزب الاشتراكي بقيادة عباس الفاسي ،وفي هذا الصدد وصفت صحيفة "الصباح " قرار استدعاء السفير المغربي من داكار ب الخطأ الدبلوماسي وكتبت بسخرية "على المغرب سحب كل سفرائه من العالم نظرا لدعم بعض الأحزاب البوليزاريو " . وطالبت الصحف بمحاسبة المسؤولين معتبرة أن استدعاء السفير لا مبرر له .. وقد أجمع العديد من المراقبين على أن الرباط تعجل في إثارة أزمة حكومية مع السلطات السنغالية بسبب تصريحات مؤيدة لحق الشعب الصحراوي صدرت عن مسؤول في الحزب الاشتراكي السنغالي، وهو حزب معارض غير ممثل لا في الحكومة ولا في البرلمان. وصدرت تلك التصريحات عن جاك بودان خلال المؤتمر الثاني عشر للبوليزاريو والذي عقد وكانت وزارة الخارجية المغربية قد سارعت إلى استدعاء سفيرها احتجاجا على التصريح ، ومن جانبها ردت السلطات السنغالية بالمثل وسحبت هي الأخرى سفيرها لمدة غير محددة بعدما استغربت تصرف حليفها الذي وصفته بعض الأوساط ب "غير الدبلوماسي". وبعد أن شعر الطرف المغربي بحجم الخطأ الذي ارتكبه قام بمحاولة إصلاح متأخرة وأصدر هذه المرة الوزير الأول،عباس الفاسي بيانا لتبرير موقف بلاده، أكد فيه " أن استدعاء السفير المغربي للتشاور معه لثلاثة أيام لا يعني أن هناك خلافا أو توترا بين بلاده والسنغال". وربطت بعض الجهات الموقف المغربي باعتبارات اقتصادية ،حيث كان الرئيس السنغالي عبد الله واد قد سحب تسيير شركة الطيران السنغالية من الخطوط الملكية المغربية وتحويلها إلى مستثمرين سنغال، وهو القرار الذي أثار غضب القصر الملكي. ولكن العارفين بخبايا الأمور يعتبرون أن التصرف المغربي يعكس مخاوف القصر الملكي من تصاعد التضامن الدولي مع حق الصحراويين في تقرير مصيرهم في الوقت الذي تمر فيه القضية الصحراوية بمرحلة حاسمة، حيث تجري جولة مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت رعاية الأممالمتحدة بمنهاست الأمريكية منذ أوث الماضي ،و من المقرر أن تفضي هذه المفاوضات إلى حل يتماشى وقرارات الشرعية الدولية. وكان المؤتمر الثاني عشر للبوليزاريو الذي عقد مؤخرا في تفاريتي المحررة قد انتهى ببيان تهدد فيه الجبهة بالعودة الى حمل السلاح في حال فشلت المفاوضات بين الطرفين في إيجاد الحل . ل //ل