أقدم 700 فنان ومثقف على تقديم عريضة لولاية الجزائر تتضمن توقيعاتهم بهدف تحويل مذبح حسين داي "رويسو" إلى مصنع ثقافي بعد غلقه، وأقدم الموقعون على تأسيس جمعية وطنية حملت اسم "سيت آرت" التي تعمل على تجسيد مشروع تحويل المذبح إلى صرح ثقافي، بعد إعلان ولاية الجزائر في وقت سابق على غلق المذبح وتحويله إلى مذبح الحراش، ما أثار غضب واستياء الاتحاد الوطني للحوم الذي أكد أن 1100 عامل بالمذبح سيتحدون لمواجهة غلق المذبح في ظل عدم وجود بديل وسوق جملة خاصة باللحوم الحمراء. انتقد رئيس الاتحاد الوطني للحوم، محمد رمرام، ل "الشروق"، فكرة تحويل مذبح "رويسو" إلى مصنع ثقافي، مؤكدا أن هناك بعض الأطراف تحاول ضرب سوق اللحوم في الجزائر وتشجيع "البريكولاج" في هذا المجال. وأضاف أن مذبح "رويسو" يعتبر أكبر مذبح في الجزائر وهو سوق الجملة الوحيد لبيع اللحوم الحمراء على المستوى الوطني، واستغرب لمصير 1100 عامل بعد غلق المذبح، منتقدا السلطات الوصية لعدم توفير البديل ببناء مذبح عصري وجديد وتوفير سوق جملة لبيع اللحوم في العاصمة. وأضاف محدثنا أن ولاية الجزائر تفكر في تحويل مذبح حسين داي إلى مذبح الحراش، وهذا ما سيتسبب حسبه في كوارث، "لأن مذبح الحراش يفتقد أدنى شروط السلامة والنظافة ليكون مذبحا، ومساحته لا تستوعب الطلب الكبير للحوم في العاصمة". وكشف أن ولاية الجزائر قررت توقيف المسير الحالي لمذبح الحراش، وتحويل إدارته إلى مؤسسة مذابح الجزائر تمهيدا لغلق مذبح "رويسو". وأكد أنه حاليا لا يوجد أي مشروع لبناء مذبح جديد في العاصمة لتعويض مذبح حسين داي، وهذا ما سيتسبب في أزمة خانقة في تسويق اللحوم وارتفاع أسعارها في حال تم غلق مذبح "رويسو". وانتقد محمد رمرام بشدة الأطراف التي تدعو إلى غلق مذبح حسين داي وتحويله إلى مصنع ثقافي، مؤكدا أن هذا المطلب غير واقعي وسيضر بمصلحة 1100 عامل، وسيتسبب في اختلال توازن سوق اللحوم في الجزائر، لأن مذبح حسين داي حسبه يمول العاصمة والولايات المجاورة. وهذا ما يصعب تجسيده بعد غلق المذبح. ومن جهتهم، أقدم عدد كبير من الفنانين والمثقفين، أمس الأول، على تأسيس جمعية "سيت آرت"، التي يرأسها مخرج الأفلام الوثائقية والموسيقار عثمان تجنانت، وتضم كلا من الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف والمصور قيس جيلالي والمهندسة المعمارية فلة خليف. وتعتزم الجمعية الجديدة المنبثقة عن مجموعة "آرت باتوار" التي تدعو إلى تخصيص مذبح العاصمة الكائن بحسين داي للنشاطات الثقافية والفنية وتعبئة كل الموارد بغرض استحداث "مصنع ثقافي" بالعاصمة مؤهل "للتكفل بالإنتاج الثقافي والتكوين". وأوضح رئيس جمعية "سيت آرت" أن مشروع "المصنع الثقافي دزاير" المستوحى هو الآخر من بيان مجموعة "آر باتوار" يهدف إلى "تسهيل التكوين وتطوير الموارد البشرية الضرورية لمطابقة نوعية المنتجات الثقافية مع المعايير الدولية". وأضاف أن الجمعية تعتزم تجنيد أعضائها لتعجيل إجراء تصنيف مذبح العاصمة بغرض تهيئته لاحتضان المصنع الثقافي، معتبرا أنه لا يمكن لهذا المكان أن يحظى ب "تحويل أمثل" عن طابعه الأصلي.
وكان نداء وجهه فنانون جزائريون إلى السلطات العمومية قد جمع 700 توقيع لإنشاء فضاء يخصص للفنون والثقافة بالموقع الحالي لمذبح العاصمة، والذي جاء بعد قرار وزاري لفتح هيئة تدرس إمكانية تحويل مذبح العاصمة "رويسو" إلى معلم تاريخي يشهد على الحقبة الصناعية للجزائر.