يشق الفنان الصاعد محمد بونغاز طريقه في التمثيل بكل ثبات، وبكل عزيمة. ولعلها السبب الأول في تألقه من سنة إلى أخرى، حيث عرفه الجمهور في سلسلات هزلية مثل جمعي فاميلي، حين مثل دور المجرم الذي اختطف ابن جمعي ثم عاد ليظهر في يوميات ساعد القط مع محمد بوشايب. من هناك كانت البداية الفعلية لابن العاصمة في مجال الفن والتمثيل وحتى التقديم. من خلال دردشة شيقة مع محمد كشف لنا أنه عشق الفن والتمثيل منذ صباه بدليل أنه كان يقوم بعرض مسرحيات عفوية رفقة أترابه بأحياء العاصمة التي يملك في كل حي وكل زاوية منها قصة جميلة. وزاد طموحه أكثر حين بلغ سن العشرين وصار يفكر في صنع اسم بالسجل الذهبي الفني. وهي الأمنية التي تراود أي فنان طموح. ممثل البداية 2007 ممثل شاب في مسرح المعهد الوطني للمسرح بالعاصمة، حيث تذكر محمد بالمناسبة فضل المخرجة المحنكة فاطمة بلحاج التي اكتشفته ومنحته الفرصة ليقابل لأول مرة الكاميرا من خلال الفيلم السينمائي "مال وطني". وسبق له أن خضع لتكوين بالمعهد الوطني للفنون الدرامية بالعاصمة مما فتح له أبواب الفن على مصراعيها، فجاء فيلم "قداش تحبني" ليرسخ لدى الفنان الصاعد أنه خلق للفن والتمثيل، بالرغم من أنه حائز على شهادة محاماة لكنه فضل الفن والتمثيل على العمل في سلك المحاماة، لأنه أحس بعظم الرسالة التي يحملها الفنان، فهو مرآة المجتمع وأحزانه وأفراحه أيضا. ورغم مرور السنوات إلا أن محمد لم ينس البداية الصعبة والظروف القاسية التي عاشها خلال بداياته الأولى مع التمثيل، حين كان يحتقره بعض المخرجين ويستصغرون إمكاناته الفنية، ما كان سببا في تفجره وتألقه خاصة خلال السنوات الأخيرة. وكشف محمد في نفس الحوار عن مشاركته لأول مرة في فيلمين مختلفين من ناحية المكان والزمان لكن يلتقيان في الموضوع الذي يعالج قضية الثورة التحريرية، يتم تصوير الفيلم الأول بالعاصمة بينما اختار طاقم الفيلم الثاني ولاية برج بوعريرج لتصوير مشاهد الفيلم، زيادة على فيلم حكاية بدون أجنحة لمخرجها عمر تريباش سيرى النور هاته الصائفة، أما عن سبب اختفائه من المسلسلات الهزلية التي ستطل على الصائمين هذا الموسم، أكد بونغاز أنه اعتذر لبعض المخرجين حين وجد ركاكة ومللا في بعض النصوص مفضلا إحدى القنوات الخاصة للظهور في حصة شبابية مختصة في الفكاهة والأخبار الفنية ستكون جاهزة في اليوم الأول لشهر رمضان المعظم، معتبرا أن الومضات الإشهارية التي شارك فيها فأل خير لاكتشافه من طرف المخرجين سواء داخل الوطن أم خارجه، لأنها تسمح لأي وجه تلفزيوني أن يدخل إلى بيوت الناس ويكسب قلوبهم فتكون ممهدة لظهوره في أعمال فنية رسمية، وقبل أن نودع محمد حاولنا معرفة توجهه أو المدرسة التي ينتمي إليها والتي أخد منها دروسه الأولى في الفن والتمثيل فأجاب بكل عفوية: ملهمي الراحل رويشد الذي أعتبره أسطورة الفن الجزائري وهو رأي شخصي، يضيف محمد.