عادت حمى ارتفاع سعر صرف العملة الصعبة "الدوفيز" إلى الواجهة مجددا بعد فترة هدوء نسبي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث شارفت سعر العملة الأوربية الموحدة الأورو 16 ألف دينار لورقة المائة أورو، في حين تخطى سعر الورقة الخضراء حاجز 11 ألف و660 دينار لورقة 100 دولار. جولة ميدانية ل "الشروق"، صباح أمس، في أكبر بورصة للعملة الصعبة بالجزائر وتحديدا ساحة بور سعيد "السكوار"، كانت كفيلة برصد الالتهاب الجنوني لسعر صرف الأورو والدولار، رغم أننا في مطلع العطلة الصيفية التي تتسم بعرض وفير للدوفيز بحكم عودة الآلاف من المهاجرين إلى أرض الوطن لقضاء عطلة الصيف. وقال نورالدين، وهو أحد مصرفي العملة الصعبة بساحة بور سعيد، في حديث مع "الشروق": "صحيح أن المهاجرين بدؤوا في العودة إلى أرض الوطن لكن لا تنس أن الآلاف قد شرعوا في موسم العطلة مبكرا هذا العام بسبب رمضان"، مضيفا: "الدوفيز مطلوب خصوصا لقضاء العطلة في تركيا وإسبانيا". وتابع: "إسبانيا تعطي الفيزا للجميع إنهم يسابقون شهر رمضان لقضاء العطلة". أما محمد، وهو مصرف عملية كذلك، فأكد أنه لو استمرت الأمور على هذه الوتيرة فسيتجاوز سعر صرف الأورو 16 ألف دينار لورقة من 100 أورو متوقعا تخطي هذا الحاجز قبل نهاية الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن سعر صرف ورقة ال أورو 500 المطلوبة جدا، أغلى بكثير وبعملية حسابية فقد تخطت قيمة 100 أورو حاجز 16 ألف دينار. وأرجع محدثنا عودة الارتفاع هذه بعد الهدوء الذي عرفه السوق بعد الرئاسيات إلى الطلب الكبير على العملة من طرف عدة شرائح على غرار المعنيين بالعمرة لهذه السنة وخصوصا عمرة شعبان ورمضان مشيرا إلى أن عديد الزبائن فضلوا شراء العملة حاليا قبل حلول موعد سفرهم لعمرة شعبان ورمضان، مؤكدا حتى أن بعض الحجاج قاموا بعمليات شراء العملة قبل حلول الموسم. وأجمع عدد من الشباب من مصرفي العملة بساحة السكوار على أن الطلب تزايد كذلك من أنصار الفريق الوطني المتوجهين إلى البرازيل ولو بشكل نسبي، وهو ما ساهم نوعا ما في ارتفاع سعر صرف الدوفيز، حيث ارتفع الطلب عليه كثيرا منذ نحو أسبوع. كما أصدر بنك الجزائر تعليمة غريبة أقل ما يمكن وصفها به هي أنها تكرس التمييز والتفرقة المقيتة بين الجزائريين وجعل المواطنين درجات، حيث نصت التعليمة على أن الأنصار المتوجهين إلى البرازيل مع ديوان السياحة والأسفار "تي.في.أ" ولديهم تذكرة سفر للخطوط الجوية الجزائرية دون غيرها، فقط من حقهم الحصول على منحة السفر هذه دون غيرهم، والمقدرة ب 2500 أورو ما يعادل 28 مليون سنتيم. وبناء على تعليمة بنك الجزائر الغريبة، فإن أي مناصر جزائري مهما كانت صفته راغب في التوجه إلى البرازيل وحاصل على الفيزا الخاصة بالمونديال وتذكرة المباراة، ليس من حقه الحصول على المنحة الاستثنائية إذا كانت الجهة المنظمة لرحلته ليست ديوان السياحة والأسفار وتذكرة الطائرة ليست للجوية الجزائرية. وبالنظر إلى ذات التعليمة فإن مختلف ممثلي وسائل الإعلام الوطنية من صحفيين ومصورين وغيرهم سواء ممن لديهم اعتماد الفيفا أم مرافقين للأنصار، سيكونون محرومين من هذه المنحة لأنه وحسب التعليمة وببساطة هم ليسوا مناصرين لأنهم ليسوا متوجهين إلى البرازيل رفقة ديوان السياحة والأسفار وليس على متن الجوية الجزائرية كذلك.