يعلم العقلاء أنّ الأصل في المنتمين إلى ثقافة واحدة ودين واحدة وبلد واحد التوافق، لهذا فإنّ وضعَ التوافق مقصدا غني بالإيحاءات بل بالإشارات التي تكاد أن تقوم مقام العبارة الدالة على تضييع التوافق في التصورات المتعلقة بالشأن العام، من هنا كان تصريح الذي بيده شأن السلطة بتبني التوافق صريحا في الدلالة على فقده في الواقع الاجتماعي والسياسي بجملة تجلياته في ولايات مفاصل مناصب القرار في الدولة، إذ لو لم يفتقد التوافق، لما كان له أي معنى في جعله هدفا لمشروع سياسي؟