استأنفت فصائل المقاومة الفلسطينية صباح اليوم استهداف مدن إسرائيلية بالصواريخ عقب انتهاء الهدنة في قطاع غزة دون اتفاق على تمديدها، بينما أظهرت صور إعادةَ نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في المناطق المحاذية للحدود مع القطاع، في الوقت الذي انتهت فيه الهدنة. وفي آخر التطورات قال مراسل الجزيرة إن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الشيخ عجلين جنوبي غربي مدينة غزة. ومن جهتها أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، وألوية الناصر صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- أنهما قصفا عسقلان وكيسوفيم، وذلك مع انتهاء الهدنة المؤقتة في قطاع غزة. وفي بيان تبنت سرايا القدس إطلاق ثلاثة صواريخ وقالت إنه في "إطار عملية البنيان المرصوص قصفت سرايا القدس عسقلان بثلاثة صواريخ من نوع غراد". كما أعلنت قصف مجمع أشكول بخمسة صواريخ، وموقع ناحل عوز العسكري شرق مدينة غزة. من جانبها قالت ألوية الناصر صلاح الدين إنها أطلقت صاروخين من نوع غراد على عسقلان، واعتبرت في وقت سابق أن الساعات القادمة حاسمة، ولفتت إلى أن مقاتليها أعلنوا حالة الاستنفار. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 17 صاروخا أطلقت منذ الصباح باتجاه إسرائيل. وقالت الشرطة الإسرائيلية ومسؤولو بلدية إن المقاومة الفلسطينية استأنفت إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار بعد انطلاق صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل. كما تمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض صاروخ وإسقاطه فوق مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل. تحرك إسرائيلي في هذه الأثناء طلب الجيش الإسرائيلي من سكان البلدات الحدودية المتاخمة لقطاع غزة البقاء قرب الغرف الآمنة. وقالت مراسلة الجزيرة في غزة وجد وقفي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بإعادة نشر جنوده على الحدود مع القطاع، وذكرت أنه قصف بالمدفعية أراضي زراعية شرق وشمال غزة. وبيّنت وقفي أن أعمدة الدخان تصاعدت من شرق حي الشجاعية، وقالت إن سكان القطاع يعيشون حالة من الترقب والحذر والتأهب والاستعداد التام لأي تطورات يمكن أن تحدث خلال الساعات القليلة القادمة. ولفتت إلى أن مطالب الشارع في غزة تتمثل في رفع الحصار، واعتبرت أن هذه المطالب هي أقل ما يمكن توفيره لسكان القاطع المدمر والمحاصر، الذين يعيشون أوضاعا صعبة جدا. كما ذكرت المراسلة ذاتها أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 1893 بعد استشهاد عدد من المصابين الذين كانت حالاتهم خطرة. انهيار الهدنة على صعيد متصل قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إنه يمكن إعلان انهيار الهدنة، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي قابل المطالب الفلسطينية بتعنت واضح، وهو مؤشر على أن الساعات المقبلة ستكون حرجة عقب إعلان وقف إطلاق النار. يشار إلى أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليماته إلى الجيش للرد بمنتهى الشدة في حال استئناف حركة حماس إطلاق الصواريخ بعد انتهاء الوقف المؤقت لإطلاق النار.وتشير تقارير إلى صعوبات كبيرة تعترض المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والوفد الفلسطيني التي تدور في القاهرة في ظل الشروط الإسرائيلية, ومن بينها رهن إعادة إعمار قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة. وفي حين يطالب الفلسطينيون برفع شامل للحصار بما في ذلك فتح المعابر الحدودية بشكل دائم ترفض مصر مناقشة قضية معبر رفح ضمن المفاوضات الراهنة بالقاهرة, وتقول إنها مسألة بينها وبين السلطة الفلسطينية.من جهته قال مصدر في الوفد الفلسطيني المفاوض إن الرد الإسرائيلي على مطالبهم غير مقبول وجاء على شكل تفاهمات على الورقة المصرية. كما أنه لم يتضمن الإفراج على معتقلي الضفة الغربية، واشترط أن يكون فتح معابر بقيود وملاحق، كما رفض فتح ميناء ومطار للقطاع، ولفت المصدر ذاته إلى أن الوفد الفلسطيني رفض تمديد الهدنة ورد على هذا الرد الإسرائيلي بصياغة جديدة.