ارتفع إلى أكثر من تسعمائة عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم ال17 على التوالي، والتي تواصلت أمس بقصف جوي ومدفعي مكثف على مناطق متفرقة من القطاع وبمحاولات إسرائيلية لاقتحام مدن وأحياء القطاع، لكن المقاومة الفلسطينية أفشلتها. ففي تطور يهدد بوقوع المزيد من الضحايا استهدف قصف إسرائيلي مستشفى الدرة في غزة، وقد أسفر استمرار العدوان اليوم عن استشهاد سبعة مواطنين، مما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 905 فيما أصبح عدد الجرحى يناهز 4100. في غضون ذلك يواصل الغزاة القصف المدفعي والصاروخي على عدة مناطق من غزة. وأفاد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن القصف الإسرائيلي تركز الساعات الماضية على أطراف جباليا شمال قطاع غزة. واستهدفت غارتان إسرائيليتان، منطقة اليرموك في غزة بينما استهدفت غارة سابقة ميدان فلسطين وسط مدينة غزة في وقت كانت المنطقة مكتظة بالمواطنين.كما كانت هناك محاولات إسرائيلية متواصلة من أجل التوغل في أعماق بعض أحياء القطاع وسط شراسة المقاومة الفلسطينية، حيث أقر جيش الاحتلال اليوم بإصابة أربعة من جنوده في اشتباكات أمس. ومن جانب آخر، تجري استعدادات في صفوف جيش الاحتلال ربما لمرحلة جديدة تتمثل في التوغل في الحارات والأحياء المأهولة من القطاع، وفي تطور آخر أشار المراسل إلى أن أحد جنود وحدة الهندسة بالجيش الإسرائيلي رفض الدخول مع القوات الغازية إلى قطاع غزة أو المشاركة في القتال هناك، وذلك على خلفية أيديولوجية، فصدر في حقه حكم قضائي ب14 يوما سجنا. وقد أفشلت المقاومة الفلسطينية محاولات الاحتلال المستمرة منذ الليلة الماضية التوغل في ثلاثة محاور من غزة رغم كثافة القصف الجوي والبحري الذي تعرضت له المدينة طوال الليلة الماضية، ولا زال مستمرا حتى اللحظة، وصعد الغزاة من عدوانهم وغاراتهم الجوية منذ صباح اليوم في محاولة لفتح الطريق أمام القوات البرية للتوغل في مدينة غزة عبر ثلاثة محاور هي شمال غزةوجنوبها وشرق جباليا، بعد أن استعصى الأمر عليهم بفعل المقاومة الفلسطينية الشرسة. وحصلت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة في حي التفاح شرق جباليا، ونقل عن شهود عيان تأكيدهم أن المقاومين أطلقوا قذائف هاون باتجاه الغزاة بينما ساندت المقاتلات الجوية القوات البرية وقامت بقصف الكثير من المنازل بالمنطقة بقنابل من الفوسفور الأبيض. ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من التوغل في حي الزيتون شمال غزة بسبب المقاومة العنيفة التي تواجهها هناك، كما حاولت التوغل من جنوب مدينة غزة بمساندة بحرية وجوية وبالتحديد إلى الشرق من حي عجلين الذي كانت قوات الاحتلال قد دخلته أمس ثم عادت وانسحبت منه، بينما قصفت الزوارق البحرية منطقة تل الهوى جنوبغزة. وفي تطور آخر قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مجموعة من عناصرها أسرت جنديا لكن قصفا إسرائيليا على المجموعة أدى إلى مقتله. وفي السياق قال المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين إن المقاومة الفلسطينية في القطاع دخلت مرحلة جديدة في صد العدوان متمثلة في أسر جنود الاحتلال. وأضاف أبو يوسف في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن عناصر المقاومة لم يستخدموا حتى الساعة سوى نحو 20% من قدراتهم، لافتا إلى أن الصواريخ بدأت تصل مناطق بعيدة في العمق الإسرائيلي. ففي ردودها على العدوان، أطلقت المقاومة الفلسطينية 16 صاروخا باتجاه المدن الإسرائيلية منذ الصباح منها خمسة صواريخ غراد وصاروخ قسام، وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت اليوم مستوطنتي نير عوز ونير إسحق بصواريخ من طراز القدس. كما تعرضت بلدة كريات غاد جنوب إسرائيل لقصف صاروخي من طراز غراد، دون أن يتسبب بوقوع إصابات، وكانت فصائل المقاومة قد أكدت أمس أنها أطلقت 25 صاروخا محلي الصنع تجاه أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر، وتسببت هذه الصواريخ في إصابة أربعة إسرائيليين في بئر السبع وأسدود، وقال مراسل الجزيرة إن 41 إسرائيليا آخرين أصيبوا بحالات هلع ونقلوا إلى المستشفيات. وواصلت إسرائيل أمس، إلقاءها قنابل فوسفورية على عدة أحياء في غزة, مما تسبب باندلاع النيران في العديد من المنازل، وأطلق المحتلون مساء أمس عدة قذائف تنبعث منها أدخنة بيضاء، وهي كما يقول شهود عيان إنها غازات سامة تسبب الاختناق والغثيان، وقال محمد عثمان المتحدث باسم وفد الأطباء العرب الذين دخلوا أخيرا القطاع عبر معبر رفح، إن المصابين تعرضوا لأسلحة "كيمياوية محرقة وفوسفورية"، كما اتهمت هيومن رايتس ووتش الغزاة الإسرائيليين باستخدام قنابل فوسفورية. ولفتت المنظمة الأنظار إلى مضاعفات الحروق البالغة التي تسببها هذه المتفجرات المحظور استعمالُها بالمناطق المأهولة.