أدانت مختلف العواصم العربية بشدة الغارات الجوية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة المحاصر وتحرك قادتها في اتجاه العمل على حمل إدارة الاحتلال على إنهاء عدوانها ضد الفلسطينيين.وأدان الرئيس المصري حسني مبارك بشدة في بيان رسمي أمس عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وحمل حكومة الاحتلال مسؤولية سقوط ضحايا من شهداء وجرحى باعتبارها قوة استعمارية لا تزال تفرض كامل سيطرتها على منافذ هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية البرية والبحرية منه. واضطر الرئيس المصري في ظل هذه الوضعية المأساوية التي يعيشها سكان غزة إلى إعطاء أوامر بفتح معبر رفح الذي يعد المنفذ البري الوحيد لسكان القطاع بهدف استقبال الجرحى الفلسطينيين وتقديم العلاج الضروري لهم في المستشفيات المصرية. وبمقابل فتح معبر رفح أرسلت السلطات المصرية تعزيزات أمنية مكثفة على طول حدودها مع قطاع غزة إضافة إلى معدات طبية من سيارات الإسعاف لإسعاف الجرحى الفلسطينيين القادمين من غزة. يذكر أن مصر كانت قد رفضت فتح معبر رفح ودافعت عن هذا الموقف بشدة وذلك بالرغم من تفاقم الوضعية الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار إجراءات الحصار الإسرائيلي المشدد الذي فرضته حكومة الاحتلال على أزيد من مليون ونصف مليون فلسطيني منذ أكثر من 18 شهرا. وقررت الجامعة العربية أمام هذه التطورات عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء خارجية العرب اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة يخصص لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. ويأتي عقد هذا الاجتماع بطلب من الأردن حيث أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله اتصالات مع الرئيسين المصري والفلسطيني من أجل بعث مبادرة عربية ودولية بهدف وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني. ودعا الملك الأردني إلى العودة إلى المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولكن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى طالب ليبيا باعتبارها عضو مجلس الأمن الدولي بالسعي إلى عقد اجتماع طارئ لهذا الأخير لدراسة تطورات الوضع في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأجرى العقيد الليبي اتصالات مع عدد من قادة الدول العربية من أجل بلورة موقف عربي موحد وحازم يضع حدا لسياسة العقاب الجماعي التي اعتادت إسرائيل انتهاجها عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وينهي عدوانها المستمر ضد شعب وجد نفسه محاصرا بين نارين نار المدفعية الإسرائيلية ونار الحصار المشدد. من جهتها أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي العدوان الإسرائيلي بشدة ووصفته بجرائم حرب حيث أكد أمين عام المنظمة التركي إكمال الدين إحسان اوغلو أن ما تقوم به إسرائيل من مجازر بشعة في حق المدنيين الفلسطينيين يؤكد من جديد الحاجة الماسة لتحرك المجتمع الدولي بشكل جدي وعاجل من أجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.