جرت العادة والأعراف على أن ينادى على الحجاج العائدين من البقاع المقدسة بعبارة "الحاج" نسبة لزيارته بيت الله الحرام وأدائه الركن الخامس من الإسلام، غير أن بعض الأئمة دعوا المصلين مؤخرا لعدم مناداة الحجاج بهذه العبارة لما تخلفه في نفس الحاج من تميز وكبر وهما صفتان ذميمتان هذه الفتوى استغربها الكثير من المواطنين. تسببت الفتاوى الكثيرة التي يعرفها المجتمع الجزائري مؤخرا في تشتيت تفكيرهم وانتباههم فلم يعد بإمكانهم إدراك ما يتوجب عليهم إتباعهم وما عليهم تركه، خاصة وأن بعض الأئمة يستوردون فتاوى من الفضائيات والمواقع العربية ويحاولون إلزام المصلين بإتباعها، آخرها فتوى عدم جواز مناداة العائدين من البقاع المقدسة بمصطلح "الحاج" وذلك لعدم ثبوت مناداة الرسول صلى الله عليه وسلم أو أي من الصحابة الكرام بهذه التسمية مع أنها منتشرة في المجتمعات العربية والجزائرية على وجه الخصوص. وحول الموضوع، أوضح إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الكريم وعضو المجلس العلمي، الشيخ علي عية، أنه لم تثبت تسمية أي من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بعبارة "الحاج"، غير أن المجتمعات العربية تطلقها على الحجاج الميامين من باب التقدير والاحترام لأنه رجع من بيت الله الحرام كيوم ولدته أمه وهو تشريف له، لكن شريطة أن لا يقع في نفس الحاج شيء من الكبر أو الرياء ولا يغضب إذا لم يناد عليه بهذا الاسم، ولم يقع من العبارة أي شيء في نفسه فيكون القصد من ذلك التشريف فقط لا غير. واعتبر الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشئون الدينية الشيخ جلول حجيمي، هذه التسمية من الأمور المستحدثة والتي فيها اختلاف كبير ولم يفصل الشرع فيها بنص صريح، موضحا بأن تسمية الحاج تدل على قيمة اجتماعية لصاحبها وذلك نتيجة المشقة والصعوبة التي كان يكابدها زوار بيت الله الحرام في رحلتهم فهي من المهمات الصعبة ما لم يشوبها رياء، وهذه الأخيرة مسألة باطنية لا يعلمها إلا المولى عز وجل.