ينزل الروائي الفرنسي باتريك موديانو الحائز مؤخرا على جائزة نوبل للآداب 2014 ضيفا على فعاليات الطبعة ال19 لصالون الكتاب الدولي المستمرة بقصر المعارض "صفاكس" بالعاصمة إلى غاية 8 نوفمبر الجاري من خلال عرض رواياته بجناح منشورات "الاختلاف" الجزائرية و"دار الأمان" المغربية و"ضفاف" اللبنانية. يلتقي زوار المعرض الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته التاسعة عشر مع روايات من الحجم الثقيل نال بها باتريك موديانو عديد الجوائز العالمية سيما روايتيه "الأفق" و"عشب الليالي" اللتين ترجمهما توفيق سخان، ف"الأفق" تروي قصة حب هائلة، ليست هائلة بالمعنى الكمي لمقدار حب البطلين، إنما تقاس على مقدار من الأهمية لأن معالجة موديانو لها تمت بوتيرة متصاعدة أفقيا وعمودياً. فهو يشرح قصة الحب هذه في قوة الشعور لدى البطلين من ناحية وعلاقة هذه القصة بالزمن بشكل متواتر: البطلان في العشرينات من العمر يعربان عن ضياعهما في بداية الرواية وسط العاصمة باريس في مرحلة قلقة وماضية وهي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية: جان بوسمانس ومارغريت لوكوز يلتقيان وسط حشد في إحدى ساحات العاصمة الفرنسية وهما يعيشان القلق والخوف من مطاردات معينة، كما هما يمتلكان أحلاما كثيرة لا يمكن أن تتحقق وسط مخاوف المرحلة. يقعان في الحب منذ لحظة لقائهما الأول، وكذلك منذ اللحظة الأولى يفهمان أنّ حبهما سيكون مستحيلاَ.
أمّا "عشب الليالي" فتتناول قصة اختطاف مهدي بن بركة وتدور أحداث الرواية في سنوات الستينيات من القرن الماضي، في مدينة باريس.