أكد خبراء جزائريون في مجال أمن المعلومات أن الجزائر ليست في منأى عن برنامج التجسس "ريجين"، الذي يستطيع الدخول إلى البيانات الخاصة ويتوطن في الكومبيوتر لفترة طويلة ويصعب اكتشافه، حيث أن واحدة من أربع شركات أوهيئات في مجال الاتصالات أصيبت بهذا البرنامج خاصة في السعودية وروسيا وإيرلندة وشمال إفريقيا والمكسيك. وأكد الخبراء في تصريح ل"الشروق أون لاين" أن برنامج "ريجين" قد يتسبب في تحطيم البيانات الشخصية لعديد من القطاعات الهامة والرسمية في الجزائر، بما فيها قطاع الاتصال والدفاع والشركات النفطية كسونطراك، معتبرين دخول البرنامج الخبيث الى الحواسيب الشخصية أو المكتبية يعني سهولة التجسس والتقاط صور من شاشة الكمبيوتر وسرقة كلمات مرور ومراقبة تبادل البيانات واستعادة بيانات تم محوها، وهذا ما أكدته شركة "سيمانتيك" المتخصصة في أمن المعلومات في تصريح لها نشرته الإثنين وكالة الأنباء الالمانية، حيث اكتشفت هذه الأخيرة هذا البرنامج الذي اعتبرته معقدا وتكاليفه باهظة، بدرجة تجعل الدول فقط هي القادرة على إنشائه. وأوضحت الشركة أن روسيا كانت أكثر الدول تضررا من هذا البرنامج بنسبة 28 بالمئة، تليها السعودية بنسبة 24 بالمئة، ويأتي في المرتبة الثالثة إيرلندا والمكسيك بنسبة 9 بالمئة لكل منهما، ثم الهند بنسبة 5 بالمئة، وبعض دول شمال إفريقيا من بينها الجزائر بنسبة 2 بالمائة. ولم تعثر "سيمانتك" حتى الآن على معلومات مباشرة حول صاحب برنامج "ريجين"، وقال كاديد ويست الخبير لدى "سيمانتك"، إنه على مستوى التطوير والأهداف فإنه من المحتمل أن يكون صاحب هذا البرنامج أجهزة استخباراتية للولايات المتحدةالامريكية أو الكيان الإسرائيلي أو الصين، وأضاف "ويست" أن هذا البرنامج كان نشطا منذ العام 2008 حتى 2011، وظهر منه إصدار جديد في 2013. للتذكير، فقد تعرضت الشبكة الإلكترونية لشركة "أرامكو" السعودية العملاقة للنفط في أوت 2012 إلى اختراق استخدم فيه سلاح إلكتروني إسمه ''شمعون''، تمكن من إسقاط ما لا يقل عن منظومة تشغيل واحدة واستطاع "الفيروس" محو الملفات المخزنة في قواعد البيانات وتعطيل الأجهزة الكمبيوترية المرتبطة بالشبكة الداخلية حتى أصبحت غير صالحة للاستعمال، وأثيرت حينها شكوك حول تورط موظفين في "أرامكو" يتمتعون بصلاحيات رفيعة، بتسهيل اختراق الشركة التي تسيطر عليها الدولة ومساعدة مخترقي شبكتها.