أودع خلال هذا الأسبوع، شاب يبلغ من العمر 25 عاما يشتغل بائع سجائر "طاولة" بضواحي دالي ابراهيم، غرب العاصمة، الحبس بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية، ولايزال التحقيق جاريا معه للكشف عن أفراد شبكة الدعم والإسناد التي ينتمي إليها. وقالت مصادر أمنية ل"الشروق اليومي"، أمس، خلال عرض تفاصيل هذه القضية، إن سائق سيارة أجرة غير مرخص (كلانديستان) أبلغ مصالح أمن باب الواد بنقله شابا إلى باب الواد، دعاه بعد دردشة "حميمية" انتقد فيها النظام والوضع العام في البلاد، للتعاون مع من وصفهم ب"الإخوة" (الإرهابيين) حيث طلب منه القيام بنقل بعض هؤلاء مقابل راتب مغري، شرط التزامه معهم في كل وقت. وأكد له أنه يجري التحضير لعملية انتحارية تنفذها شابة تستهدف أحد مراكز الأمن بباب الواد، لكن المحققين لم يستبعدوا استهداف مقر المديرية العامة للأمن الوطني في حال صحة مزاعمه. وسارع السائق لإبلاغ مصالح الأمن وتمكن أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة باب الواد من ضبطه أمام نقطة بيع "موبيليس" بباب الواد بناء على أوصافه، واعترف الشاب غير المسبوق في قضايا إرهابية أو جرائم القانون العام، بما نسب له ولم يتراجع بعد مواجهته بتصريحاته. وأكد استعداده للتعاون مع الإرهابيين مقابل توفير المال، كونه يعاني من البطالة واليأس ويعيش ظروفا اجتماعية صعبة، واكتفى بشأن الفتاة الانتحارية بالقول إنه "تم إعلامه بالتخطيط لعملية انتحارية ستنفذها فتاة في باب الواد" دون تفاصيل أخرى، على أساس أنه مكلف بمهمة توفير وسائل النقل، وأضاف المصدر الأمني الذي أورد الخبر أنه تمت إحالته على "المصلحة المختصة" لمواصلة التحقيق معه. وتكشف هذه المعطيات، أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أصبح يستعين بأشخاص قابلين لتنفيذ مهمات محددة وتقاضي مقابل مادي وتكون قيادة درودكال قد حاولت ابتكار طريقة جديدة لضمان تنقل أفرادها بعد تضييق الخناق على حركة المرور، حيث تفيد معطيات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن أجهزة الأمن قامت بمراجعة البطاقة الوطنية للسيارات على خلفية الاعتداءات الانتحارية بالسيارات المفخخة بالعاصمة وضواحيها، إضافة إلى مراقبة الوثائق. وجنّد التنظيم الإرهابي أشخاصا غير معروفين وليسوا محل بحث يمكنهم ضمان الاتصالات، وسبق أن أصدرت أجهزة الأمن في وقت سابق تعليمات لتشديد الرقابة على زوارق الصيد التي أصبحت وسيلة نقل نشطاء التنظيم من بومرداس وتيزي وزو إلى العاصمة وضواحيها، وكذلك الأسلحة والمؤونة بعد تشديد الرقابة على الطرقات. وتكشف هذه القضية على صعيد آخر، أن تنظيم "القاعدة" يسعى لتوسيع شبكته الاستعلامية لدرجة أنها أصبحت تشمل الباعة المتجولين، الإسكافيين، باعة السجائر، ما تفطنت له أجهزة الأمن التي أصبحت تستهدف في حملات التفتيش والمراقبة التي تقوم بها هذه الفئات التي كانت تجندها "الجيا" في سنوات سابقة في شبكات الدعم والإسناد. نائلة. ب