تشتغل فصيلة الأبحاث بالمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان على مصدر أسلحة حربية تم حجزها أول أمس، بعد اكتشاف ورشة لصناعة الأسلحة النارية والذخيرة الحربية ومعدات حربية. * وقالت مصادر مؤكدة ل "الشروق اليومي"، إن العملية جاءت بعد ورود معلومات إلى فصيلة الأبحاث بشأن قيام عجوز بصناعة أسلحة نارية بطريقة تقليدية مختلفة مع صيانتها أيضا وتعبئة البارود والرصاص ليقوم محققو الفصيلة بترصد تحركات المشتبه فيه وأسفرت التحريات الحثيثة عن اكتشاف الورشة السرية التي تتواجد بمسكن العجوز الذي توصلت التحقيقات معه إنه كان "يشتغل " في هذا المجال منذ سنوات السبعينيات.وحجز أفراد الدرك الوطني في ورشته حوالي 14 قطعة سلاح ناري، وكمية هامة من الذخيرة والبارود الأسود وأدوات صيانة السلاح، وتحفظ المصدر الذي أورد الخبر ل "الشروق اليومي" عن تقديم تفاصيل على خلفية التحقيق "الذي لايزال جاريا".وتعد هذه القضية الثانية التي تعالجها مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان منذ بداية العام الجاري، حيث سبق الكشف عن مخزن بمسكن أحد المستثمرين المغتربين الذي يسير مطعما بوسط مدينة تلمسان يرجح أنه جلبها من فرنسا للمتاجرة بها بالسلاح، كما أنها القضية الخامسة التي تعالجها مصالح درك تلمسان في أقل من سنتين في مجال المتاجرة بالسلاح الناري. * * وإن لم تتوصل التحقيقات بعد إلى تحديد وجهة الأسلحة النارية ولم تتسرب أي معلومات بشأن ذلك باستثناء المواد المتفجرة التي تم استخدامها في أول اعتداءات انتحارية هزت العاصمة، وتوصلت التحريات إلى تهريبها من الحدود الغربية الى منطقة الوسط عبر محافظ ظهر الى أن بعض المصادر الأمنية على صلة بالملف لا تستبعد تمويل التنظيم المحلي النشط بالمنطقة الذي ينتمي الى "جماعة حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة المدعو "محمد بن سليم" المعروف ب"سليم الأفغاني" الذي يواجه صعوبات كبيرة في التجنيد والتمويل بالسلاح والذخيرة والمؤونة في ظل الحصار المفروض عليه من طرف قوات الجيش التي تمكنت منذ بداية العام من القضاء على أبرز أتباعه. * * لكن متتبعين للشأن الأمني، لا يستبعدون على صعيد آخر، مساعي قيادة تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة "عبد المالك درودكال" تفعيل النشاط الإرهابي بالجهة الغربية، حيث كانت آخر "تعليماته" في 14 أوت الجاري، نقلا عن إرهابيين موقوفين تتجه في سياق توسيع خريطة الأعمال الإرهابية الى منطقة الغرب للتأكيد على تواجده وتكون جماعات صغيرة قد زحفت، حسب معلومات متوفرة لدى "الشروق"، من منطقة الوسط باتجاه بعض مناطق الغرب، ويعتقد مراقبون أن قيادة التنظيم الإرهابي تراهن على الجهة الغربية، خاصة تلمسان، باعتبارها ولاية حدودية كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي والتمويل بالسلاح والذخيرة والمتفجرات والألغام وأيضا نقطة اتصالات خارجية مع موفدين من شبكات الإرهاب الخارجية وتجار سوق السلاح السوداء التي ثبت أنها أصبحت تتشكل أساسا من مغتربين ومهربين. * وتتوفر أجهزة الأمن على معطيات تؤكد محاولات قيادة تنظيم "الجماعة السلفية" إعادة تفعيل نشاطه بمنطقة تلمسان الحدودية نظرا لموقعها الإستراتيجي لتتحول إلى مركز عبور للذخيرة والسلاح باتجاه المعاقل الرئيسية بمنطقة الوسط.