يعيش سكان ولاية وهران، هذه الأيام الباردة، على وقع كابوس حقيقي، خطف منهم النوم والراحة ليلا، والسبب هو انتشار أخبار عن نشاط شبكة إجرامية محترفة مختصة في سرقة معدات كهربائية ذات قيمة مالية معتبرة، بعد اقتحام غرف المحوّلات الكهربائية، مما ينتهي بانقطاع كلي للتيار الكهربائي بالمجمعات السكنية التي تستمد طاقتها من تلك المحولات. حسب ما أفادت به المكلفة بالإعلام على مستوى المديرية الجهوية لتوزيع الكهرباء بالغرب، فإن نشاط هاته المجموعة عرف استفحالا مقلقا خلال الشهر الماضي، بدليل تسجيل أكثر من 12 عملية اعتداء على المنشآت الكهربائية انتهى بسرقة ما يصطلح على تسميته بموزع الطاقة المنخفض، والذي تفوق قيمته ال 20 مليون سنتيم. وهو ما جعله صيدا مفضلا لتلك العصابة التي تعتمد على طريقة واحدة في تنفيذ كل مخططاتها الإجرامية، التي سجلت بعدة أحياء منها بئر الجير، منطقة الحاسي، دوار بلقايد وغيرها، حيث تبدأ عمليتهم من خلال فتح البوابة الرئيسية والتوجه مباشرة إلى القاطع المركزي وهناك يتم عزل التيار حتى يتفادوا التكهرب، ثم يلجؤون إلى نزع موزع الطاقة والفرار نحو وجهة مجهولة، حيث يختار الجناة غالبا الساعات الأخيرة من الليل لتنفيذ سرقاتهم لسببين الأول لخلو المجمعات السكنية من الحركة والثاني هو عدم شعور السكان بانقطاع التيار، إذ يكونون نياما، لتنطلق الشكاوى بعد الثامنة صباحا و لحظة تنقل الفرقة التقنية إلى عين المكان يتم اكتشاف عملية السطو. ورغم تجند المصالح الأمنية لتعقب آثار المعتدين، إلا أن احترافية هؤلاء اللصوص جعلتهم لا يتركون أي أثر يمكن من خلاله تحديد هوية الفاعلين، من قبل الشرطة العلمية ليبقى لغز هذه العصابة محيّرا، ما زاد من مخاوف السكان من تأثير هذه الاعتداءات على عملية التزود بالطاقة خلال هذا الفصل البارد، الذي تزيد فيه احتياجات السكان إلى الكهرباء.